قصتي الحقيقية … والمركز الصحي لتافراوت

كم يسعدك ويفرحك لما تقوم بزيارة لمرفق عمومي وتجد الكل منهمك في تقديم الخدمات للمواطنين ، وهذا ما جعلني احس باحساس كبير وانا ارافق زميل لي في مهنة المتاعب وقد الم به مرض مفاجئ للمركز الصحي بتافراوت ، لم ناتي لهذه المدينة للتجوال او الزيارة بل هو العمل قصد مواكبة نشاط مقام بالمنطقة ، فمجرد دخولنا للمركز الصحي الحضري المتواجد وسط المدينة واجهتنا ممرضة بلباسها الابيض عن الغرض من الزيارة فهل هو كشف ام تمريض ام تطبيب ، لأبين لها الغرض ليتم ملا الاستمارة الكشف وتوجيهنا الى قاعة الطبيب الذي قام بالفحوصات الضرورية وبكل مهنية ليقوم بحقنة في الوريد بحقنة بعد ان بين له انها ضربة شمس ، فناول زميلي ورقة تضم لائحة ادوية فتبين لي اسم الطبيب ” زكرياء ” فقلت في نفسي لو كان بمقدوري الان لكرمتك بعملك المهني النبيل وطريقة التعامل مع المرضى وبكل تلقائية وعفوية .
غادرنا المركز الصحي بعد ان اشترينا الادوية الضرورية لنتجه للمكان الذي نستقر فيه مؤقتا ، وما ان وصلت الحادية عشرة ليلا زاد المرض على صديقي والحمى المت به بشكل كبير ، فلما تيقنت انه لابد من زيارة الطبيب هاتفت سائق سيارة “خطاف ” او ما اسميه في هذه المنطقة ب ” العتاق ” ، فتوجهنا الى المركز الصحي للمرة الثانية فلما وصلنا ضغط السائق على زر الجرس وهو ينادي للا اميننة لربما اسم الممرضة التي تعمل في وقت الديمومة ، ليفتح لنا الباب لاسترسلها كلاما ان صديقي يوجد في حالة مستعجلة ، لتقوم باللازم وتكشف انه لابد من حضور الطبيب المتواجد بمنزله لتهاتفه فسرقت ادناي اسمه ” الدكتور فخري ” ، فرد عليه انه سيكون هناك لدقائق ، وبالفعل وصل الطبيب لينقل زميلي في عجل الى قاعة المستعجلات بعد ان ناولناه استمارة الطبيب السابق ، فبدأ في الكشف وطلب من الممرضة ان يزود المريض بالاكسجين وان مرضه هو ضيق التنفس مع الحرارة الزائدة ، وطلب منا ان نترك صديقي في المستشفى الى الصباح .
وفي الصباح وعند الثامنة والنصف قصدت المركز حيث وجدت صديقي في احسن حال وفي صحة جيدة فنوه بالمجهودات التي قام بها الطبيب رفقة الممرضة ” امينة ” طيلة الليل دون نوم ، ولهذا دفعني في البحث عن الممرضة والطبيب فوجدتهم قد غادروا المستشفى بعد ان طمأنوا ان الكل بخير وعلى خير .
ادن استخلصت من كل هذا ان مثل هؤلاء الذين يعملون في الخفاء ولا يحس بعملهم النبيل الا كل مريض سقيم وخاصة في مثل هذه المناطق الوعرة والجبلية ، وفي مثل هذا المركز الصحي الذي يعتبر وجهة وحيدة لكل منطقة تافراوت ومن كل الدواوير الجبلية النائية الوعرة المسالك ، ليس لنا الا ان نقف اجلالا لمثل هؤلاء وطاقمهم الطبي الذي شكره الكبير والصغير ، لانهم يغيتون كل مستغيت وخاصة المرضى الذين غلبهم القهر والفقر وقلة اليد .
هذا كله دفعني لاكتب هذا المقال ليس لغرض في نفس يعقوب ، او التشهير والتهليل بهؤلاء ، ولكن بل اعترافا بمجهودهم الذي رأيته بام عيني وانا اعيش ليلة ليست كالليالي ، ليلة حالكة وصديقي يكابد المرض ، ليس هذا ترفا في الكلام ولا جاهزية في الاحكام بل هو معطى ظهر لي وانا اعني معه الم المرض ، ولحظة العناية المركزة من طرف الاطقم الطبية بهذا المركز ، فشكرا للمركز الصحي بتافراوت ، وهنيئا لكم يا اهل تافراوت ونواحيها بهذا المركز وبكل من يعمل به … ووووووووووووشششششششششششششششككككككررررررراااااااااا…
الحسن البوعشراوي