فنانون شكّلوا وبامتياز: أسطورة الغناء الأمازيغي خلال الملحمة الغنائية الكبرى لجمعية ” إنوراز” لتنال رضى الجماهير الغفيرة (+ صور )

لوحة ليست كاللوحات تلك التي رايناها البارحة بمسرح الهواء الطلق ، لوحة شارك فيها فنانون امازيغ مرموقين وبتناغم كبير مع التجاوب الجماهيري الغفير والذي انساب مند اللحظة الاولى مع العرض الى نهايته .
بل نسج الفنانون معه الفة قل لها نظير ، الشعراء بشعرهم والمغنيين باغانيهم ومصممو الازياء بعروضهم والممثلون بمسرحياتهم ، كل ذلك شكل فسيفساء حيرت لب العقول ، لتعيد الى الأذهان أيام اللحن الجميل ، ايام كان أسايس أو أسراك مسرحا لاهل الدوار ، أيام كانت ساحة الدوار تزين بالزرابي المزركشة والوسائد المبثوثة ، والنيران الموقدة ، والأرجاء مخضرة بجريد النخل ، ورائحة ” المرشة والريفدور ” عمت المكان ، يوم كان كل حي يخرج بنسائه وبلباسهن الامازيغي الاخاد والزغاريد المدوية ترافقهن وعلى رؤوسهن صينيات مملوءة بالسكر والمرشة والحبق .
نعم اخدنا هذا المشهد إلى أيام زمان لما كنا صغارا ، كنا متشوقين لها بعد ان أخدت منه معاول النسيان الكثير ، لتاتي جمعية ” أنوراز ” العريقة وتنفض عنه غبار النسيان وتقدمه للجماهير الشغوفة في قالب متناسق وبديع ، والذي شدهت له الاعناق مند بدايته الى نهاته دون كلل ولا ملل ، لان مخرجي العرض جعلوا فقراته مترابطة على شاكلة سلسلة عفوية بدون منشط ولا مقدم .
هذا كله راجع الى الجمعية العريقة انوراز ” بأعضائها المميزون ، والذين لم يهدأ لهم بال مند ان خرجت الفكرة الى حيز الوجود الى اختتامها ، فقد لاحظ الجميع تحركاتهم وسط المسرح وفوق الخشبة وهم منهمكون بكل ما اوتوا من تجربة وهمة ، وغرضهم هو ارضاء الجماهير وهذا طبعا بحنكة وتبصر الشاب الوسيم صاحب المفاجئات وكان مخرجا فذا بصم جيد جدا في هذه الدهشة الفنية ، أنه الفنان ” خالد البركاوي ” .
هذا واختتمت التظاهرة الكبرى بملحمة غنائية رائعة تحمل اسم ” ايت لاصل انكا اورنهجم إلين وارتن” للمرحوم الشهم الفنان ” عزيز الشامخ ” ، وقد شارك فيها جل الفنانين وابدعوا من خلالها بتناسق بديع الى ان دنا الفجر ولاحت نسائم الصباح في الأفق لتكون الحفلة قد وضعت أوزارها ويضرب الجميع موعدا للقاء الأحبة القادم لتضع نقطة البداية أسفل عنوان سفر جديد نحو أحضان اللمة الامازيغية الفيحاء .