أراء وحواراتأعمدةمتابعات

عندما يفضي التّسول إلى الموت..

عندما تكون الثروة في يد القلّة..عندما نصنع النخبة بكل تفاصيل الخياطة و الحياكة..عندما تنال عوامل التعرية المصطنعة من رقعة الفقراء و تزيدها اتساعا..عندما لا يكون للفقير نصيب مما ترك الأولون..يجتمع المئات من أجل إحسان لا يتجاوز حفنة دقيق و قنينة زيت, يقع الإزدحام فجأة وتسحق الأقدام الأجساد المتهاوية ليطلّ علينا عنوان كتب بكل لغات العالم..”وفاة 15 امرأة جئن لطلب مساعدة غذائية بالصويرة” , القاصي و الداني في مشارق الأرض و مغاربها علم أن الفقر في المغرب وصل إلى حدّ التسول المفضي إلى الموت..

قد نتحدث في فاجعة الصويرة عن التنظيم,عن حضور السلطة,عن الطوابير…لكن عمق الفاجعة يجعلنا نتحدث عن أحزمة الفقر التي تطوّق المغرب, عن البطالة المستشرية, عن الأمية المقيتة, عن القرية المقصية, عن الإمتيازات السخية التي تمنح لمن هم في غنا عنها, عن غضّ الطرف عن من ينهبون ثروة الأمة, عن الرواتب الفلكية لكثير من أسياد الوظيفة العمومية, و لكثير من المدعوّين لرقص و الغناء…هذا هو الواقع المر الذي حاولنا نسيانه بمونديال روسيا..لكنه للأسف و لشدّة وطأته جثم مرّة ثانية على صدورنا و ألقى أمامنا 15 جثة من فقراء المغرب “الضحية دائما” ..في الإزدحام, تحت أنقاض المنازل المهترئة, بين السيول الجارفة, غدر العقارب و الأفاعي, لسعات البرد القاتلة, دائما الفقراء هم الضحية, بحرق الأجساد للبحث عن الخلاص المنبوذ, بالقتل تحت تأثير الأقراص المهلوسة, بالإنتظار الطويل لفترة علاج في المستشفى..

قد تصبح يوما الحياة بلا طعم في قلوب الملايين من الفقراء..ويعيشون أيامهم بلا أمل..بل قد يصبح المغرب عندهم مجرد يابسة..

اعلموا جميعا أن الوقت لم يفت بعد, و الوطن بكل خيراته يتسع لنا جميعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: