الموت يغيب ” مايسترو ” آلة الرباب الحسين الشنا
بقلم باسين عبد العزيز
فجع الوسط الفني الأمازيغي، صباح أمس الأربعاء 13 دجنبر الجاري، بفقدان إحدى أيقوناته الفنية الأصيلة، ويتعلق الأمر بـ”مايسترو” آلة الرباب الرايس مولاي الحسين شنا، الذي وافته المنية بقسم الإنعاش بالمستشفى الحسن الثاني بأكادير، بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج. مولاي الحسين شنا، أو “مايسترو” آلة الرباب كما يلقبه عشاق الفن الأمازيغي بمنطقة سوس، من مواليد سنة 1958 بمنطقة إحاحان (إقليم الصويرة)، تعرف على أبجديات العزف على آلة الرباب، على يد والده، وهو لم يتجاوز الثامنة من عمره، مكّنته مرافقة عازف الرباب الكبير، الرايس “محمد بونصير”، من صقل موهبته كعازف متميز بالوسط الفني الأمازيغي، ليشتغل لاحقا مع العديد من رموز مدارس “الروايس” ويتمكن من نيل إعجاب الرواد منهم، حيث اشتهر كعازف على آلة الرباب رفقة الفنان المقتدر الراحل مبارك أيسار.
فمنذ انطلاقته، بمدينة الدار البيضاء، مع فرقة الفنان الرايس أحمد بيزماون، ظهرت بصمات الحسين شنا واضحة على آلة الرباب، وذلك في أول أغنية لبيزماون، والتي حملت عنوان ”متا غيكادي مايغا غايادي“… لينتقل بعد ذلك، كما ذكرنا، إلى العمل رفقة الفنان الشهير الرايس مبارك أيسار، كما سجل حضوره القوي مع الرايس أحمد أمسغين والحاج الحسين أمنتاك، في شريط حمل عنوان “أزوار”، والذي حقق حين نزوله إلى الأسواق نجاحا باهرا.
هذا، وكان للفنان الراحل أيضا حضور بارز ضمن فرقة الرايس جامع الحامدي، وفرقة الرايس محند أجوجغل والفنان الحاج إيدر، إلى جانب عمله رئيسا لمجموعة الروايس المعروفة باسم “فرقة لفنان الحسين إذ حمو”، والتي كانت تقدم إبداعاتها على أمواج الإذاعة الوطنية. الراحل مولاي الحسين شنا مدرسة كبيرة في فن العزف على آلة الرباب، وبرحيله تكون الأغنية الأمازيغية الأصيلة قد فقدت أحد أكبر رموزها، والذي يشهد له كبار شيوخ “الروايس”، من أمثال محمد بونصير وعبد الله بن دريس المزوظي، بأنه عازف محترف ومبدع كبير على آلة الرباب.
وبهذه المناسبة الأليمة، التي أفجعت الوسط الفنية الأمازيغي، نتقدم بأحر التعازي وأصدق عبارات المواساة إلى أسرة الفقيد الصغيرة والكبيرة، راجين من العلي القدير أن يتغمده بواسع الرحمة وأن يدخله فسيح الجنان، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقد ووري جثمان الفقيد يومه الخميس 13 دجنبر، بحي الجرف بمدينة إنزكان، حيث شيع جنازته جمع كبير من محبيه، وثلة من الفنانين الأمازيغيين، منهم الفنان الحسين الباز والفنان مبارك أجنضيض والفنان حسن بومليك والفنان علي شوهاد والفنان الحسن إدحمو الفنان عزيز العباسي والفنان فلان والفنان محمداتنان والفكاهي اسلال والفنان بنداج وو… وكان آخر لقاء لنا مع الفنان الراحل قبل ثلاثة أشهر، وهو في وضع صحي متدهور، حين قمنا بزيارته في بيته بحي مسدورة بإنزكان، رفقة مجموعة من الفنانين من منطقة سوس.