بيوكرى : وسط حضور جماهيري غفير جمعية ” تيرزاف” تنظم حفلا كبيرا بمناسبة رأس السنة الامازيغية (+صور )
يحتفل سنويا الشعب الأمازيغي في مختلف ربوع شمال إفريقيا “ثامزغا” وبقاع العالم بحلول السنة الأمازيغية الجديدة المتعارف عليها شعبيا بـ “يناير” أو “أسكاس أماينو” وهي مناسبة ذات أبعاد ودلالات تاريخية وهوياتية تعكس غنى الإرث الثقافي والتجذر التاريخي والحضاري للإنسان والثقافة الأمازيغية بشمال إفريقيا، وكذا الدور الريادي الذي لعبه الأمازيغ في تحريك مجريات الأحداث التاريخية بحوض البحر الأبيض المتوسط عبر حقب تاريخية تمتد إلى ما قبل الميلاد.
وعلى هذا الأساس وعلى غرار جمعيات المجتمع المدني، نظمت جمعية ” تيرزاف “ للثقافة والتنمية باقليم اشتوكة ايت باها ، ليلة الاحد 20 يناير 2017، حفلا بمناسبة رأس السنة الامازيغية 2968، بقاعة الحفلات ” تاركانت” بمدينة بيوكرى حاضرةاقليم اشتوكة ايت باها ، شاركت فيه فرق فلكلورية ، أتحفت الحاضرين برقصات من فن احواش الذي يشكل جزءا من الثقافة بمنطقة سوس ” احواش ايخولان هلالة ” .
إضافة إلى ذلك مشاركة مجموعات غنائية امازيغية مشهورة منها الفنانة المقتدرة ” كلثومة تمازيغت ” التي نالت رضى الجميع بأدائها المميز وغنت ريبرطوارا من اغانيها ، من بينهم اغنية ” الله الله الجسنية ” التي شارك في اداءها الجمهور الحاضر شكلت فسيفساء ليس له نظير ليتماشى معها ويتجاوب معها بشكل كبير، كما استمتع الحاضرون بعرض أفراد مجموعتها الفنية الرائعة التي صالت وجالت وسط القاعة أتتها الراقصات الامازيغيات دو الباس الزاهي الالوان وبحركاتهن الايحاحية تماشيا مع الايقاعات الفنية الاصيلة .
كما كانت الجماهير مع وصلة غنائية مع الفنان الكبير ” الحسن بيزنكاض ” الذي ادى اروع اغانيه وتماشى مع ادائه كل الحاضرين بتناغم حسي اخاد ، ليفسح بعد ذلك المجال للفنان المقتدر ” حسن ارسموك ” بدوره كان اداؤه مهما في معادلة انجاح هذا العرس الكبير، ونال حظه من أتراء المكان بمقطوعاته الفنية الخالدة التي رجع بها الجميع الى زمن اللحن الجميل .
اما الجانب الفني الفكاهي كان حاضرا ، فاسند الى الفنان الكوميدي الكبير ” الحسن شاو شاو ” الذي اضحك الجميع بمستملحاته التي اضفت على القاعة نوعا من الحبور والفرفشة ، وكانت النكت سيدة المكان وبكل تلقائية وعفوية ودفعت الحضور الى صدور قهقهات وضحكات عالية مما اظهر ان الفنان شاو شاو سيبقى اسمه بازغا ويطبع حضوره في كل محفل بامتياز.
هذا وبين كل فقرة واخرى تخلل الحفل عروض ازياء امازيغية كان لها وقع كبير لانها نفضت الغبار عن تراث امازيغي اصيل ، مشكل بين الالوان الامازيغية الزاهية ، ولمسة المصممين الامازيغ الذين بصموا بحياكة وخياطة تنم عن الابتكار الذي يغري بالمشاهدة ، كما كانت الفرصة سانحة للمنظمين بتقديم تكريمات عبارة عن درع الاحتفال وشهادة تقديرية اعترافا بما قدمه هؤلاء المكرمين ، ومن بينهم الفنانة الشاعرة ” خديجة اروهال ” ، كما نال الاعلام حظه من التكريم ليتم تكريم مجموعة من الاعلاميين باقليم اشتوكة ايت باها.
النشاط الدي يهدف الى ترسيخ بعض التقاليد الامازيغية، تخلل بعروض فقرات بالأمازيغية المحلية المهددة بالاندثار، و التي تعمل الجمعية على إحيائها و الحفاظ عليها حفظا للذاكرة الجماعية، كما عرف هذا الاحتفال معرض للمنتوجات التقليدية المحلية الامازيغية، إضافة إلى تقديم أكلة تاكولا…
للاشارة فقد كان نجاح هذا الحفل مشتركا بين مكونات جمعية تيرزاف ” وجميع الشركاء ، وتظافر الجهود بين مجموعة من الشباب الشتوكي الغيور على المنطقة ، بالاضافة الى التقديم الرائع للمنشطين الشابين الواعدين ، الشاب” محمد امين” والشابة ” فاطمة الزهراء شاه ” كان لهما الفضل في ربط الفقرات بكل تلقائية ولا تصنع .