حوار مع الفنان المسرحي أحمد بوعودة
فنان موهوب في التمثيل والإخراج المسرحي، أسهم في تنشيط الحركة المسرحية في مدينة البيضاء ، واستطاع أن يجذب جمهور ها إليه بتمثيله الناجح على خشبة المسرح وبإخراجه الجيد العديد من المسرحيات سواء مسرحيات الهواة والمسرح المحترف ، ، وغطى جانباً منها ، نتعرّف الآن إلى الفنان احمد بوعودة في الحوار التالي :
– عرّفنا بإيجاز عن حياتك الشخصية والفنية .
احمد بوعودة – كاتب وممثل ومخرج مسرحي واصله من جهة الاب ” قلعة السراغنية ” ووالدته امازيغية الاصل تنحدر من منطقة سوس –رصيده من الأعمال المسرحية 11مسرحية محترفة مع فنانين كبار من امثال الذكتور ” المسكيني الصغير ” و ” السعيد الهليل ” و ” شفيق السحيمي ” ، والان هو رئيس محترف ” كاريان سنترال بالدار البيضاء وهي وروشة لاعداد وتكوين الممثلين الشباب ” ، وهو يعمل حاليا كرئيس لجمعية المغرب الاكيلوجي .
– من دفعك إلى المسرح؟ ومن الشخصية المسرحية التي تأ ثرت بها ؟
لا أعرف من الذي دفعني إلى المسرح، مما لاشك فيه أنه القدر، قدري أن أكون مسرحياً لكونه كان قريبا من جار الشباب الحي المحمدي التي كانت مكتضة بالممثلين والفرق المسرحية ، أمثال ” جلال بوفطايل ” والفنان ” الجمرقان ” و ” حسن السوداني ” مع مجموعات غنائية التي تعتبر من الرعيل الاول أمثال المجموعة العريقة ” ناس الغيوان” و ” المشاهب ” وتكادة ” و ” مسناوة ” .. زيادة على ذلك الزخم الهائل من التراث الشعبي ” الحلايقية ” أمثال ” الخليفة ” و ” بوغطاط ” و ” المسيح ” وأخرون …. فأنا صعدت خشبة المسرح، وأنا في ست عشرة من عمري في اول عمل مسرخي تدخل في اطار برنامج مسطر لمهرجان محلي ، ومنذ ذلك الحين وإلى اللحظة، لم أفارق الخشبة .. أما عن تأثيري بشخصية مسرحية معينة هي مغربية ” الاستاذ مجمد الجندي “و الاستاذ ” محمد الجم ” ، فأ نا من العشاق المسرح الفردي.
– كيف تعلمت أصول التمثيل المسرحي؟ أمن الدراسة الأكاديمية أم من الخبرة والممارسة ؟
أنا لم أدرس أكاديمياً، لكني قرأت كثيراً، واجتزت عدة تكاوين مختلفة تهم المجال المسرحي ، وأستطيع أن أقول لك دون مبالغة: إنه قلما وجد كتاب عن المسرح لم أتلقفه، وأقرأه وثمة كتب أعود بين فترة وأخرى لقراءتها وخاصة تلك التي تهم المسرح ، ومما لاشك فيه أن الخبرة والممارسة الدائمة هي خير أكاديمية لصنع الفنان .
حدثنا عن أعمالك المسرحية تمثيلاً وإخراجاً، وعن أفضلها برأيك التي تركت أثراً طيباً في جمهور المحافظة ؟
أعمالي هي ثمانية وثلاثون عملاً، لهذا يصعب إحصاءها، طبعاً هذه الأعمال التي قمت بإخراجها . أما إذا ذكرت الأعمال التي مثلت فيها أيضاً يصبح الرقم كبير جداً. دعني أذكر لك بعض الأعمال التي حققت حضوراً متميزاً ليس لدى جمهور البيضاء فقط بل على مستوى الجمهور المغربي ، هناك مسرحية(حب الوطن ) التي تتحدث عن اخواننا المحتجزين بمخيمات الذل والعار بتيندوف وتؤيد المقترح المغربي للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية بالموازاة مع ذلك اعداد ووضع اللمسات الاخيرة على المسرحية الاحترافية تحت عنوان ” جنب الحيط ” من اخراج ” فريد المكدر ” وتشخيص ” جلال بوفطاين ” و” سعاد رجاء ” و ” احمد بوعودة ” .
والجميل في الامر وخاصة في العمل المسرحي ” من تيندوف ” الذي فاز بالمرتبة الاولى في مهرجان مقاطعة الحي المحمدي بالبيضاء ، كما شراكت في عدة مهرجانت للفكاهة أخرها : كوميدي فيستيفال – مهرجانا وطنيا حقق نجاحا باهرا وتغطية اعلامية كبيرة ، كذلك المشاركة في المهرجانات الوطنية مند التسعينات ، حيث اصدرت للسوق المغربية والعربية سبعة أشرطة للفكاهة ، اولهم ” خمسة وخميس ” و اخرهم ” العمدة ” …
يرى بعض النقّاد أنَّ الدراما التلفزيونية طغت على السينما والمسرح، فألقتهما في الظل ،ما رأيك ؟
هذا الكلام حقيقي وصحيح ، ولكن من وجهة نظري كرجل مسرح أن المسرح يبقى أبا الفنون، وظاهرة انحسار الجمهور عن المسرح هي ظاهرة آنية، سيعود الجمهور إلى المسرح، وأنا أرى تباشير ذلك التي نقدم فيها أعمالاً، وهذه الظاهرة على فكرة هي ظاهرة عالمية وليست مقتصرة علينا ..
– برزت في الآونة الأخيرة ظاهرة المهرجانات المسرحية ، أخذت تتكاثر ، مهرجان الهواة المسرحي الأول، مهرجان الشباب الأول والثاني للفنون المسرحية إضافة إلى مهرجان المسرح الجامعي، النقاد يرون أنَّ المسرح المغربي يمر بأزمة . ما السبيل . برأيك لتجاوز المسرح واقعه الراهن ؟
أنا أعتقد أن الأزمة هي أزمة قوانين عفا عليها الزمن، وبحاجة إلى تعديل وتطوير، أما ككاد ر بشري، فهناك عشرات الوجوه المسرحية التي حققت ولا زالت أعمالاً في غاية الأهمية .
– كيف ترى مستوى المسرح في المغرب؟ وما السبيل إلى تطوير الفن المسرحي ؟
الفن المسرحي بالمغرب جيد نسبياً مقارنة مع بعض الدول الأخرى، ولكن ما يؤخذ عليه أنه لم يستطع أن يخلق طقساً مسرحياً دائماً في المحافظة، وهذا بصراحة يعود إلى ضعف الإمكانيات التي تقدم للمسرحيين والتي تكاد تكون شبه معدومة .
إضافة أن حالة التميز التي يعبثها هذا المسرح في االمغرب مرهونة بوجود أسماء محددة، وفي حال غابت هذه الأسماء، أو هجرت المحافظة، ستشكل غياباً يصعب تعويضه، أما عن السبيل لتطوير المسرح، فهو الاهتمام وتقديم الدعم المادي والمعنوي للفرق العاملة، واحترام المسرح وقدسيته، وعدم التعامل معه من قبل البعض على أنه فن تسلية وتهريج دون إدراك لدوره الثقافي والاجتماعي .