برلماني سوسي : أريد تفسيرا واحدا لأفهم .. لماذا يتم ترحيل المهاجرين الأفارقة إلى سوس وتحديدا تيزنيت !؟
أعرب البرلماني عبد الله غازي عن رغبته في معرفة تفسير واحد عن سر ترحيل المهاجرين إلى سوس تحديدا على خلفية استقبال مدينة نيزنيت قبل يومين فقط لدفعة جديدة من الأفارقة القادمين من دول جنوب الصحراء، ليبلغ عددهم حسب احصائيات شبه رسمية 10آلاف مرحل.
و تسائل غازي الذي يشغل أيضا رئيسا للمجلس الاقليمي لتيزنيت، قائلا: أريد تفسيراً واحداً لأفهم: لماذا نحو سوس وتيزنيت تحديداً؟رغم الحرج المصاحب لتناول هذا الموضوع نظراً لبعده الحقوقي و الإنساني، لا يسع المرء إلا أن يستغرب لغياب أي تفسير لما تقدم عليه السلطات بالترحيل الممنهج” واعتبر غازي قرارات الترحيل، غير منطقية، لأن: ” تيزنيت تبعد عن السواحل المتوسطية بمئات الكلمترات، كما أن تموقع تيزنيت على بعد كلمترات معدودة من المحيط الأطلسي وشواطئه المقابلة لجزر الكناري يجعل تأمين و إبعاد المرحلين من شبكات التهجير السري غير محقق خاصة وأنه منذ أيام تم على ما يبدو تسجيل محاولات لركوب المطاط نقطة انطلاقها في سواحل ميراللفت!”
كما أن المدينة نفسها، لاتتوفر على امكانيات لاستقبال الآلاف من هؤلاء المرحلين، ويكفيها مشاكلها الداخلية، حتى انها اصبحت تلقب ب”مقبرة الشباب”، والسبب تفشي البطالة.
يقول غازي”يُجهد المرء نفسه فلا يجد أي مبرر منطقي لهذا القرار ..اللهم إن تفتّقت عبقرية أصحاب هذا الخيار و استحضرت مستويات سوسيولوجية و قيمية بكون أهالي سوس وتيزنيت بالخصوص أكثر المغاربة انفتاحا و تقبلاً للآخر و ارتباط ذلك بالكرم والتسامح والإيثار..وهي لعَمري قيم وخصال تدعو للإعتزاز و شرف ندّعيه”.
في ذات السياق، حمل غازي لرئيس الحكومة ووزارة الداخلية جزءا من مسؤولية مايقع، كاتبا”قيل ذلك للسيد رئيس الحكومة منذ أيام في لقاء أكادير ونعيدها بكل هدوء: لقد سئم سوس و أهله من المسايرة بغير عناد لدرجة الخضوع والإنصياع اللامشروط..الصبر والحكمة والتعقل نعم ودوماً ، أما افتراض الهامش صفر من روح الإستنكار و الممانعة والإعتراض فقد أضحى قاب قوسين من الإحتقار و سبّة في جبين سوس و وصمة عار على فعالياته المتماهية “حكمةً ونضجاً “، لا مناص من تفسير صادر عن المؤسسات، عن القطاع المكلف بالهجرة وعن وزارة الداخلية التي وجهنا لوزيرها سؤالاً كتابيا في الموضوع منذ ثلاثة أسابيع..نشاطر وجهة نظر الحكومة التي صرح الناطق الرسمي باسمها يوم الخميس الماضي أن إنشاء مراكز استقبال هؤلاء المهاجرين بإيعاز من الإتحاد الأوربي هو مجرد” تصدير للمشكل وليس حلا له”
“نقول للحكومة أن ترحيلهم الغير المفهوم نحو تيزنيت تصدير لأزمة نحو مجالات هشة لها معاناتها القائمة ولا طاقة لها بتدبر مزيد من التحملات إلا ما كان منها قائما على عدالة و منطق”.
وقال غازي: ” يجدر بنا التنبيه، أن عدم التواصل وتوضيح هذه الإستفهامات والتمادي في هذاالترحيل الممنهج والأحادي الوجهة، من شأنه أن يُضر بنفس القدر أو أكثر بهؤلاء المرحلين أنفسهم، لأن تكديسهم المبالغ فيه في فضاء حضري محدود الطاقة التحملية من شأنه أن يعمق الشرخ و يغدي التوترات والإختلالات بينهم وبين المجتمع المحلي ثم كذلك بينهم داخليا كمجموعات قادمة من بلدان مختلفة”.