المجتمع
لقاء بكلية الآداب جامعة ابن زهر حول ظاهرة الأطفال في وضعية الشارع والطفل القاصر في وضعية الهجرة

اكادير : الحسين شارا
بمبادرة من ماستر الهجرة والتنمية، عقد يوم أمس الجمعة 18 يناير2013، بفضاء الإنسانيات بكلية الآداب جامعة ابن زهر، لقاء مفتوح جمع بين الدكتورة نجاة مجيد، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بمسألة بيع الأطفال وبغاء الأطفال واستغلال الأطفال في المواد الإباحية، ومكونات الجامعة حول ظاهرة الأطفال في وضعية الشارع والطفل القاصر في وضعية الهجرة.
وفي اللقاء، أشارت الدكتورة مجيد إلى أهمية وجود خطة وطنية لمكافحة ظاهرة الأطفال في وضعية الشارع، ومكافحة تهريب الاطفال…، مشيرة إلى ضرورة تظافر جهود المعنيين من مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية للم الشتات الذي يطبع عملها للوصول، والعمل مع الطفل في أماكن تواجده في الشارع.
وأوضحت مجيد، أن حالات الاطفال بالشارع تتفاوت من حالة إلى أخرى، كما أن الإختلاف يشمل أيضا الفئات العمرية وجنسها، مشيرة إلى وجود تقارب بين أعداد الذكور والإناث منهم، مع غلبة للفئة الأولى، بالإضافة لمجالات التواجد بين المناطق الحضرية والقروية؛ خصوصا في ظل الحركية الكبيرة التي يشهدها هؤلاء الأطفال.
وأبرزت، في محاضرتها ذاتها، بأن أسباب تواجد هؤلاء الأطفال بالشارع جد مركبة ومختلفة، مابين أسباب اجتماعية واقتصادية؛ تتعلق بالعنف الأسري وحالات التحرش الجنسي داخل الأسرة ودعارة أحد أفراد الأسرة والإدمان على المخدرات وضعف الولوج للخدمات الإجتماعية الأساسية والفقر، مما يدفعهم للخروج للشارع كفضاء يعتبرونه مجالا لحرية افتقدوها في وسطهم الأسري.
وذكرت بأن المعطيات الرسمية تحصر وجودهم فيما بين ثلاثين وخمسين ألفا بالمغرب، لكنها غير دقيقة نظرا للتزايد المظطرد لهذه الفئة، وحركيتها الكبيرة التي تواكب حركية الحملات الأمنية ومناطق الرواج التجاري، بيد أنها اعتبرت أن الأطفال في وضعية الشارع يشكلون فيما بينهم بنية مجتمعية؛ تتسم بوجود لغة وقاموس خاص ونظام تعامل و مناطق نفوذ.
ووصفت في معرض حديثها، مختلف المراحل التي يمر منها الأطفال عند تعاطيهم لمادة الكولا أو الدوليون (الطلعة، التفرشيخ …) والتي تجعلهم في حالة رفض للأخر ورفض للمؤسسات، في ظل إحساس بالحكرة عبر عنه أغلبية الأطفال في وضعية الشارع.
و أكدت على كون منظمات المجتمع المدني هي الأولى في مقاربتها لموضوع الأطفال في وضعية الشارع، مشيدة بالنضال المستميت لهاته المنظمات لاعتبارهم أطفالا في وضعية صعبة يتوجب حمايتهم عوض اعتبارهم منحرفين يتوجب عقابهم والتعسف في حقهم، معتبرة دور مؤسسات الدولة (دار الطالب، دار المواطن، دور الرعاية، الخيرية…) أساسيا؛ حيث شملتها إصلاحات عدة على مستوى المنشآت والبرامج، لكن في غياب التنسيق بين مختلف المؤسسات يبقى أثرها محدودا مشددة على ضرورة الإلتزام المشترك لهيكلة محيط حمائي، سياسي، مؤسساتي، تشريعي و ثقافي يضمن حقوق الطفل في الحياة والإحترام والمساعدة وعدم الاستغلال والحماية.
و في ختام محاضرتها، تحدثت عن الأطفال المهاجرين غير المصحوبين و المنفصلين عن ذويهم خارج بلدهم الأصل،وطرق هجرتهم القسرية أو الطوعية، والتي يمكن أن تكون فردية أو جماعية، والعوامل المؤدية بهم للهجرة؛ سواء عوامل الدفع من طرف البلد الأصلي، أو الإثارة من طرف البلدان المستضيفة.
و شكر السيد شارف محمد، المسؤول عن الماستر، ضيفته على حضورها رغم كثرة انشغالاتها، مبديا أهمية موضوع الأطفال في وضعية الشارع باعتباره يتحدث عن إحدى الظواهر الاجتماعية المقلقة، التي تستأثر باهتمام الدارسين والباحثين، و التي يتوجب الوقوف عليها وفق منظور شامل يواكب كافة الزوايا و يجمع كافة المتدخلين.