أخبار جهويةربورطاجات

الخناجر تنعش اقتصاد قلعة مكونة .. والجمارك تعيق ترويجها بالعالم

داخلَ ورشات “تعاونية أزْلاك” بمدينة قلعة مكونة تُبدع أنامل 70 صانعا تقليديا في صُنْع أنواع مختلفة من الخناجر والسيوف، تأسّست هذه التعاونية سنة 1983، وتُعتبر مشروعا اقتصاديا واجتماعيا يؤطّر عشرات الصناع التقليديين، كما أنّها تشكّل نافذة مهمّة لتسويق الصناعة التقليدية المغربية، خاصة الخناجر، في الخارج.

في كلّ سنة يشارك صنّاعٌ من تعاونية أزلاك في معرضيْن دوليّين، إلى جانب عشرات العارضين من مختلف بلدان العالم، في ولاية أريزونا ومكسيكو بالولايات المتحدة الأمريكية، كما يزورُ التعاونيّةَ سيّاح مغاربة وأجانبُ كثر، لكنّ عملية تسويق الخناجر ما زالتْ تعترضها مجموعة من العقبات.

أولى هذه العقبات، بحسب إفادة رئيس التعاونية الحسين الطاووس، تتمثل في العراقيل التي يواجهها السياح الأجانبَ عند نقط مراقبة الجمارك في المطارات المغربية، حينَ يهمّون بإخراج ما اقتنوا من خناجرَ وسيوف من التعاونية، موضحا: “السياح يقولون لنا نحنُ معجبون جدّا بما تُبدعون، ولكنّنا نجدُ صعوبة كبيرة في الجمارك”.

واعتبر الطاووس أنَّ هذا الإشكال يُعتبر واحدا من الإكراهات التي يواجهها هو وزملاؤه في الحرفة داخل التعاونية، مشيرا إلى أنّهم قاموا بمراسلة مسؤولي وزارة الصناعة التقليدية لإيجاد حلّ لهذا المشكل، وتذليل العقبات التي تواجه السياح الأجانب في الجمارك، على اعتبار أنّ الخناجر اكسسوارات تقليدية وليست أسلحة.

رئيس تعاونية أزلاك للخناجر يرى أنَّ عدم تذليل هذه العقبة سيجعلُ السياح يتفادوْن اقتناء الخناجر والسيوف التي يُعيل بعائداتها الصنّاع التقليديون الذين يصنعونها عشرات العائلات، “وبالتالي فإنّ الضحيّة هي هذه العائلات بالدرجة الأولى، وكذلك هذه الصناعة التقليدية التي تعتبر من معالم التراث المغربي الأصيل”، يقول المتحدث.

وسُمّيت تعاونية أزلاك للخناجر باسم الدوار الذي يتحدر منه الصناع المشتغلون فيها، والذين ورثوا صنْعة الخناجر والسيوف عن أجدادهم المعروفين بالحدادة وصناعة الخناجر. ووفق رئيس التعاونية، فإنّ تاريخ هذه الصنعة يعود إلى سبعة قرونٍ خلَتْ، وعرفتْ تطوّرا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، بفضل توفّر آلات التصنيع ومادّة أوّلية ملائمة.

لكنْ، وعلى الرغم من توفّر المادّة الأولية، إلا أنَّ الصنّاع التقليديين المشتغلين بتعاونية أزلاك للخناجر يشتكون من غلائها، ما يؤدّي إلى تقليص هامش الربح. وثمّة مشكل آخرُ يشتكي منه الصناع، ويتعلق بالتسويق، والذي اعتبره الحسين الطاووس “من أكبر المشاكل التي تواجه الحرفة”.

ولتجاوز هذه العقبة، يفكّر الصنّاع في أنْ تتكلّف التعاونية هيَ نفسها بعملية تسويق منتجاتها من الصناعة التقليدية، بدَل التسويق المنفرد للمنتجات من طرف الحرفيّين، وذلك بهدف تيسير التسويق من جهة، ومن جهة أخرى قطع الطريق على الوسطاء الذين اعتبرهم الطاووس “حاجزا يجب إزالته”.

وتشمل تعاونية أزلاك للخناجر ورشات التصنيع ومعرضا يضمّ “ما لا يُعدّ ولا يُحصى من أنواع الخناجر”، بحسب تعبير رئيس التعاونية، أمّا أسعار الخناجر المعروضة فتتراوح ما بين 100 درهم و1000 درهم، حسب الحجم والجودة، وهناك خناجر يصل سعرها إلى 10.000 درهم.

ويصل رقم معاملات التعاونية إلى 300 ألف درهم سنويا، ويُنتج الصنّاع التقليديون المشتغلون بها 1000 خنجر في الشهر كمتوسّط، ويرتفع العدد أكثر إذا كانت هناك طلبيات خاصّة، بحسب الحسين الطاووس، الذي أضاف أنَّ المغاربة باتوا في الآونة الأخيرة ينافسون السياح الأجانب في اقتناء الخناجر النادرة والعريقة، “التي لها وزن في ثقافة المواطن المغربي الأصيل”، يقول المتحدث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: