الفنان محمد أحيحي: ملحن وكاتب كبير فنان عظيم لم يأخذ حقه إعلاميا
بقلم باسين عبد العزيز
في عالم الفن الأمازيغي، تبرز أسماء عديدة تسهم في إثراء الساحة الفنية بالأغاني والألحان الجميلة. ومن بين هؤلاء الفنانين البارزين يسطع النجم الفنان محمد احيحي، الذي جمع في شخصه كل ما يتعلق بالفن من موهبة وبراعة في التأليف والتلحين والأداء. محمد أحيحي هو فنان أعطى الكثير للفن، وترك بصمة لا تُمحى في ذاكرة الموسيقى الأمازيغية.
محمد أحيحي ليس مجرد فنان عادي، بل هو ملحن كبير قدّم ألحاناً متميزة لعدد كبير من الفنانين، ومن بينهم فنانات وفنانين كبار . لقد كان له دور كبير في تطوير الفن الأمازيغي، حيث أدخل تعديلات مهمة على الأغاني والألحان، ما جعلها أكثر جاذبية وجمالاً. ورغم كل هذه الإسهامات، لم يحظَ محمد أحيحي بالتقدير الإعلامي الذي يستحقه، ولم يعترف له العديد من الفنانين بفضل ألحانه التي أثرت في مسيرتهم الفنية.
من النادر أن نجد فناناً يتقن الفن واللحن والآلة كما يفعل محمد أحيحي. فهو ليس فقط ملحناً بارعاً، بل هو أيضاً شاعر كبير يمتلك حساً فنياً عالياً وقدرة على تحويل الكلمات إلى ألحان تلامس القلوب. هذا الفنان الشامل كان دائماً يمزح مع الفنانين بكلماته، ويخلق جوًا من التفاعل الفني الخلاق بينهم. وكانت ألحانه وكلماته دائماً تجد صدى واسعاً بين الفنانين والجمهور على حد سواء.
لقد أثرى محمد أحيحي الساحة الفنية بأغانيه الجميلة، التي كانت دائماً ما تحمل في طياتها صراعات فنية خفية تضيف نكهة خاصة إلى الساحة. كانت ألحانه دائماً جذابة وجميلة، وقدّم العديد من الأغاني التي أصبحت جزءاً من تراث الفن الأمازيغي. وقد كان للفنان دور كبير في تعزيز وتطوير هذا النوع من الفن، ودفعه إلى الأمام بفضل موهبته الفذة وإبداعاته المستمرة.
على المستوى الشخصي، عاش محمد إحيحي حياة مليئة بالتحديات. فقد فقد أمه منذ الصغر، وكان لهذا الحدث تأثير كبير على مشواره الفني. حيث كانت جل أغانيه تحمل في طياتها حنيناً كبيراً إلى والدته، وتجسد مشاعر الفقد والحب العميق. هذا الشاعر الكبير حاورته عدة مرات، وتحدث عن اللحن والكلمة والغناء وكيفية دخوله إلى عالم الفن. كان دائماً ما يذكر أن والدته كانت ملهمته الرئيسية، وأن فقدانها كان دافعاً له لإثراء الساحة الفنية بكل ما لديه من إبداع.
محمد أحيحي هو فنان استثنائي أعطى الكثير للفن الأمازيغي. رغم عدم اعتراف الإعلام بفنه وتأثيره الكبير، إلا أن إسهاماته تبقى شاهدة على عبقريته وإبداعه. يستحق محمد أحيحي أن يُحتفى به كأحد أعمدة الفن الأمازيغي، وأن يُقدّر جهوده التي ساهمت في جعل هذا الفن أكثر جمالاً وتأثيراً. إن حياته وأعماله تظل نبراساً يُستضاء به لكل فنان يسعى لترك بصمة في عالم الفن.