احتفالية إنزكان: تكريم عائشة بنهموش ورواد المسرح والعمل الجمعوي
بقلم باسين عبد العزيز
في أمسية احتفالية حافلة بالتميز والاعتراف، شهدت مدينة إنزكان، المعروفة بالفن والثقافة والمسرح، احتفالاً استثنائياً على خشبة المسرح الجماعي “تفاوين”. هذا الفضاء، الذي يستضيف دائماً عدة مناسبات، كان هذه المرة مسرحاً لتكريم نخبة من الشخصيات البارزة في مجالات المسرح، العمل الجمعوي، والحقوقي. الحدث جذب اهتمام الحضور، مجسداً أهمية التكريم والاعتراف بالجهود الكبيرة التي تبذلها هذه الشخصيات في سبيل إثراء الحياة الثقافية والدفاع عن حقوق الإنسان.
من بين الشخصيات المكرمة كانت سيدة الأعمال والفاعلة الجمعوية والحقوقية عائشة بنهموش، رئيسة فرع رابطة كاتبات المغرب بإنزكان أيت ملول. هذا التكريم لم يكن مجرد تقدير لامرأة متميزة في مجالها، بل هو اعتراف بمسيرة حافلة بالإنجازات والعطاء المستمر. عائشة بنهموش تُعرف بجهودها الحثيثة في دعم المرأة المغربية، سواء من خلال تمكينها في مجال الأعمال أو عبر تعزيز دورها في المجال الثقافي والحقوقي.
على مدار السنوات، لعبت بنهموش دوراً محورياً في تشجيع النساء على الانخراط في الأنشطة الثقافية والإبداعية، مقدمةً نموذجاً يحتذى به في التوازن بين النجاح المهني والمسؤولية الاجتماعية. تكريمها في هذه الأمسية هو إقرار بمكانتها كأحد أعمدة العمل الجمعوي في المنطقة، وكمثال يُحتذى به في السعي نحو التغيير الإيجابي.
لم يقتصر الحفل على التكريم فحسب، بل كان فرصة لاستعراض أهمية المسرح والفن في نشر الوعي وتعزيز القيم المجتمعية. الفقرات الفنية التي قدمتها مجموعة غنائية خلال الحفل أضفت على الأمسية طابعاً احتفالياً، حيث تفاعل الجمهور مع العروض بحماس كبير. هذا التفاعل يعكس قوة الفن في نقل الرسائل الهامة بطريقة تصل إلى قلوب الناس وعقولهم، مما يعزز من دور المسرح كوسيلة فعالة للتعبير عن القضايا الاجتماعية والدفاع عن الحقوق.
إن تكريم الشخصيات الحقوقية والفاعلين الجمعويين هو رسالة واضحة مفادها أن المجتمع يقدر الجهود التي تُبذل في سبيل تحسين الظروف المعيشية والدفاع عن حقوق الإنسان. الشخصيات التي تم تكريمها في هذه الأمسية أثبتت أن العمل الجاد والمثابرة قادران على إحداث تغيير حقيقي في المجتمع. هؤلاء المكرمون هم أبطال غير معروفين يعملون بصمت خلف الكواليس، ولكن جهودهم تستحق كل تقدير.
تُعد هذه الاحتفالات جزءاً من مساعي مدينة إنزكان لدعم العمل الثقافي والجمعوي، والتأكيد على أهمية الاستمرار في تعزيز هذه الجهود. المجتمع بحاجة إلى المزيد من الشخصيات مثل عائشة بنهموش وزملائها المكرمين، الذين يضعون مصلحة المجتمع فوق كل اعتبار ويعملون بلا كلل من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية وتعزيز القيم الإنسانية.
في ختام الحفل، تم تكريم عدد من الشخصيات الأخرى البارزة التي لعبت أدواراً هامة في ميادين مختلفة. كان من بين هؤلاء حسن دودور في مجال المسرح، الذي يعد أحد أعمدة المسرح المحلي، إلى جانب الفاعلين الجمعويين لحسن تغدى ورضوان راحبره، اللذين قدما إسهامات جليلة في خدمة المجتمع المحلي وتعزيز روح العمل التطوعي.
إن مثل هذه المناسبات تُظهر أن التقدير والاعتراف بالجهود هو أحد أهم السبل لتشجيع المزيد من الأشخاص على الانخراط في العمل الجمعوي والحقوقي. في النهاية، يبقى تكريم هؤلاء الشخصيات هو احتفال بالقيم التي يمثلونها، ورسالة للجميع بأن العطاء والإبداع والعمل من أجل الآخرين هي قيم نبيلة تستحق الدعم والاحتفاء.
هذا الحدث، الذي سيظل راسخاً في ذاكرة الحضور، يمثل محطة مهمة في مسيرة تكريم الشخصيات التي تساهم بجهودها في بناء مجتمع متماسك ومتطور. ويبقى المسرح والفن هما النافذة التي نطل منها على قيمنا وثقافتنا، ومن خلالهما نستطيع أن نصل إلى مستقبل أفضل.
