إدريس أعدري: رحلة نجم من ملاعب كرة القدم إلى قمة التدريب..بقلم باسين عبد العزيز
بقلم باسين عبد العزيز
إدريس أعدري، الاسم الذي يتردد في أروقة كرة القدم المغربية، هو أحد الأطر الوطنية التي لمعت في مجال التدريب، وبدأ رحلته مع المستديرة كلاعب مع فريق أولمبيك الدشيرة في عام 1983. هذه البداية كانت نقطة انطلاق مسيرة مليئة بالتحديات والنجاحات، حيث قضى الإطار إدريس اعدري 12 عامًا من العطاء والإبداع في صفوف الفريق، وكان خلالها لاعبًا يتميز بالذكاء في الملعب والقدرة على قراءة اللعبة بطريقة احترافية.
منذ عام 1995، وبعد أن أنهى مسيرته كلاعب، دخل إدريس أعدري غمار التدريب، ليبدأ فصلاً جديدًا من مسيرته في عالم كرة القدم. بفضل ما يمتلكه من خبرات اكتسبها من سنواته كلاعب، وما حصل عليه من دبلومات تدريبية مرموقة، من بينها دبلوم “الكاف” والدبلومات الأخرى من فرنسا والمغرب، تمكن إدريس من أن يسجل اسمه في مجال التدريب الوطني.
وفي عام 1999، حاز إدريس على دبلوم التدريب من فرنسا، وهو إنجاز أضاف إلى رصيده المهني وزاد من قدراته في مجال التدريب. و حصل ايضا على دبلوم من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ما جعله واحدًا من أبرز المدربين الذين يعتمدون على مزيج من الخبرة المحلية والعالمية.
منذ عام 2012، وإدريس يشغل منصب المدير التقني لفريقه الأم، أولمبيك الدشيرة، حيث يكرس وقته وجهوده لتطوير هذا الفريق. على مدار هذه السنوات، لم يكن إدريس مجرد مدير تقني، بل كان قوة دافعة وراء النجاحات التي حققها الفريق، ساعيًا دومًا لتحقيق حلم الصعود إلى القسم الوطني الأول.
إدريس أعدري لم يكن مدربًا تقليديًا، بل كان أسطورة حية تساهم في بناء الفرق وصقل المواهب، معتمدًا على معرفته العميقة باللعبة وشغفه الكبير بها. قاد فرق العصبة والهواة بعدة نجاحات، وكان له الفضل في تطوير أداء اللاعبين، مما مكنه من اكتساب سمعة مرموقة كمدرب يمتلك مهارات تكتيكية عالية وفهمًا عميقًا لديناميكيات اللعبة.
إدريس أعدري الآن يُعتبر من المدربين الاكفاء في كرة القدم المغربية، حيث استطاع أن يترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الفريق. وهو الذي لا يقتصر دوره على وضع الخطط التكتيكية فقط، بل يزرع في نفوس اللاعبين روح الانتصار والإصرار على تحقيق الأهداف. يعرف تمامًا كيف يحوّل “الفرص الضائعة” إلى “انتصارات محققة”، وكيف يجعل من كل مباراة درسًا جديدًا في كرة القدم.
تحت قيادته، أصبح فريق أولمبيك الدشيرة قوة لا يُستهان بها، فريق لا يخشى مواجهة أي خصم بفضل حنكة لاعبيه وخبرة إدريس الكبيرة. ومجهودات الطاقم اللتقني والاداري للفريق ا ينافس في عدة محطات على الصعود إلى القسم الوطني الأول، وهذا الهدف يبدو أقرب من أي وقت مضى بفضل العمل الدؤوب والإدارة الفنية المحنكة.
وما يميز إدريس أعدري عن غيره من المدربين هو قدرته على “إحياء الروح القتالية” في كل لاعب، فهو ليس مجرد مدرب يعطي التعليمات، بل هو قائد يلهم لاعبيه للقتال حتى النهاية. وهذا ما جعل فريق أولمبيك الدشيرة مكانًا مثاليًا لتطوير المواهب، حيث تمكن الفريق من إنتاج عدد كبير من اللاعبين الذين مارسوا كرة القدم في عدة فرق داخل المغرب، مكرسين أنفسهم كجزء من الإرث الذي تركه إدريس أعدري.
اليوم، وإدريس على رأس الإدارة التقنية للفريق، يسير أولمبيك الدشيرة بخطى واثقة نحو تحقيق حلم الصعود، وهو هدف يبدو أنه سيكون محققًا بفضل الرؤية الواضحة والإستراتيجية المحكمة التي يتبعها هذا المدرب الأسطوري.
إدريس أعدري هو أكثر من مجرد مدرب؛ إنه رمز للإصرار والعمل الجاد، وقدوة لكل من يطمح لتحقيق النجاح في كرة القدم. مسيرته الطويلة والغنية بالتجارب تجعل منه نموذجًا يُحتذى به، حيث أثبت أنه في كرة القدم، كما في الحياة، فإن من يعمل بجد ويؤمن بقدراته، يمكنه أن يصل إلى القمة.