قافلة طبية متعددة التخصصات لفائدة ساكنة آيت وكمار: 2000 مستفيد تحت شعار “الصحة للجميع

الحسن البوعشراوي
شهدت منطقة يت وكمار التابعة لإقليم اشتوكة آيت باها نهاية هذا الأسبوع تنظيم قافلة طبية كبرى متعددة التخصصات، أشرفت عليها جمعية الخيمة الحسانية بشراكة مع جمعية أطباء سوس ، في مبادرة إنسانية تهدف إلى تقريب الخدمات الصحية من الساكنة القروية التي تعاني من ضعف البنيات التحتية وصعوبة الولوج إلى المستشفيات.
عرفت القافلة إقبالاً كبيراً من الساكنة المحلية التي حجت من ايت وكمار ومختلف الدواوير المجاورة، حيث استفاد منها أكثر من 2000 شخص من الرجال والنساء والأطفال.
وشملت الحملة الطبية تخصصات متنوعة من بينها:
الطب العام، طب الأطفال، طب النساء والتوليد، أمراض القلب والشرايين، طب العيون، الأمراض الجلدية، طب الأسنان، وقياس الضغط ونسبة السكري، إضافة إلى فحوصات مخبرية وتحاليل مجانية.
وفي تصريح لحسن هاشمي عن جمعية الخيمة الحسانية اكد ان هذه المبادرة تندرج في صميم أهداف جمعية الخيمة الحسانية، التي تسعى إلى خدمة ساكنة القرى والمناطق النائية. هدفنا هو تقريب الخدمات الصحية من المواطن البسيط، وإشاعة روح التضامن والتكافل بين أفراد المجتمع. ما يهمّنا بالدرجة الأولى هو أن نرى الفرحة في أعين المرضى بعد تلقيهم العلاج والاستشارة الطبية.”
وقد عبّر عدد من المستفيدين عن امتنانهم العميق للأطر الطبية والمنظمين، مشيدين بحسن التنظيم وجودة الخدمات، ومؤكدين أن القافلة جاءت في وقت كانت فيه الساكنة بأمس الحاجة إلى مثل هذه المبادرات الإنسانية.
وفي تصريحه لوسائل الاعلام قال احمد فارسي طبيب مختص بالجراحة العامة بالمستشفى الجامعي باكادير “لقد لاحظنا خلال هذه القافلة حالات دقيقة، خاصة أمراض القلب والسكري التي لم يكن أصحابها على علم بها. قمنا بإحالتهم على المستشفيات الإقليمية والجهوية لمتابعة العلاج. مثل هذه القوافل مهمة جدًا، لأنها تُمكّن من الكشف المبكر عن أمراض خطيرة وتُقرب الخدمة الطبية من المواطنين الذين يصعب عليهم التنقل.
هذا وحرصت اللجنة المنظمة على توفير صيدلية متنقلة مجهزة، تم من خلالها تزويد المرضى بالأدوية المجانية وفق الوصفات التي قدّمها الأطباء، وذلك في إطار التكامل بين التشخيص والعلاج.
كما قامت الأطقم الطبية المتطوعة بإجراء الكشف المبكر عن عدد من الأمراض المزمنة والخطيرة، وتم توجيه بعض الحالات إلى المستشفيات الإقليمية والجهوية بعد تشخيص أمراض تستدعي متابعة دقيقة أو تدخلاً علاجياً خاصاً.
اما سعاد فردوس ممرضة متعددة الاختصاصات فقد صرحت لنا بمعلومة مهمة وهي : “لاحظنا خلال هذه القافلة عدداً كبيراً من المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة ومستعصية، كداء السكري وارتفاع الضغط الدموي وأمراض القلب. المؤسف أن كثيراً منهم لم يكونوا يعلمون بإصابتهم إلى أن أجروا الفحوصات هنا. لذلك نعتبر مثل هذه القوافل الطبية مهمة جداً، لأنها تُمكّن من الكشف المبكر عن الأمراض وتمنح المرضى فرصة للعلاج والمتابعة في الوقت المناسب. كما نوجّه نداءنا إلى كل الجهات المعنية من أجل تكرار مثل هذه المبادرات، لأن الحاجة إليها كبيرة في القرى والمناطق البعيدة.”
وفي ختام هذه القافلة الطبية، تم توجيه رسالة قوية بضرورة استمرار وتنظيم مثل هذه المبادرات بصفة دورية، حتى تشمل باقي الدواوير النائية التي تعاني من ضعف الخدمات الصحية. فمبادرات من هذا النوع لا تقدم علاجاً فقط، بل تزرع الأمل وتكرّس مبدأ العدالة الصحية بين جميع فئات المجتمع.



