سؤال على هامش المهرجانات المقامة بالجهة : لماذا تكون بلا فائدة؟

————————————————————————
بدءا لا أود ان اقدم تغطية لرحلتي الأخيرة، ولو ان الأمر يستحق الكثير من البوح ، الا انني ارتأيت ان أطرح القضية بشكلها العام وأكون أكثر شمولية وتركيزا على فكرة بعينها.
ان فكرة اقامة مهرجان او نشاط على مستوى جهة سوس ماسة درعة سواء كان تقافيا اواحتفاليا او سينمائيا او دينيا فهومشجع في آن ، فأنت أمام طاقات الدولة مسخرة لك، وأنت تتعامل مع أعلى مراتب القيادة بحيث تطمئن الى وضعك بشكل عام ، ما فات كان نظريا أما الواقع فالعكس تماما.
ان مشاركتي في مهرجانات جهوية كصحفي ، ليست كثيرة وخبرتي فيها ليست ضخمة، انما ما سأقوله هذا مقتصر على ما رأيته وفق تجربتي المتواضعة جدا..
أولا: غياب المبدع والمثقف :
لاحظت في ما زرت ان مثل هذه التجمعات لا تستجلب اصحاب التجارب الراسخة أو المعتبرة. فمعظم المشاركين لا يعبرون عن المشهد الحقيقي الذي وصلت اليه الروزمانة الثقافية والتنشيطية في جهات اخرى وبصراحة من يحضر النشاطات ويستمع الى المشاركين يشك في اننا أمة تقرأ أساسا.
ثانيا: الفعاليات ‘الاستعراضية :
استغرب حقا من هذه الحالة، فعلى الرغم من ضخامة الميزانيات الا ان غالبية الفعاليات تكون بلا دعاية أو ترتيب يخدم المشارك والحضور ، تتدافع فيها كاميرات الصحافة. أو ان ‘ترمى’ ندوة في توقيت قاتل يجعل المشاركين يحاضرون للكراسي. انا أفهم ان في جسد كل مؤسسة ثقافية من لا يفقه ابجديات الكتابة، ووجوده نتاج وساطات محضة. انما ان يكون أصحاب الشأن، المنظمون الأساس، هم على هذه الشاكلة فهذا يفرز لنا نشاطات لا تتعدى الورق الفاخر التي طبعت عليه.
ثالثا: الغاية :
كثيرا ما أسأل نفسي أثناء كل مؤتمر اوندوة، ما الغاية منهما. ويتنامى هذا السؤال ليشمل المهرجان كله. فنحن عندما ندعى الى محفل، لا يكون في أذهان المشاركين تصور عن سبب القدوم عدا القدوم بحد ذاته.
مأساة ان استخلص ان الهدف لحشد التغطيات الصحافية وملء تقارير الانجاز المؤسساتية.
ختاما، ان مؤسسات الدولة ترصد ميزانيات لصالح المهرجان او النشاط ، وأهدافها المعلنة غاية المطلوب. وفق تجربتي المتواضعة جدا، فالأمر يحتاج الى اعادة صياغة للنشاطات وأخذ الفعل الثقافي مأخذ الجد ودعوة من لهم اثر ثقافي حسي حقيقي، وان نركز على ان يكون لكل مهرجان هدف وغاية أدبية يحققها بعيدا عن ‘تغيير الجو’.