أخبار جهويةثقافة وفنصوت وصورة

انطلاق مهرجان “إزوران” بأولوز.. حين يكتب أحواش فصلاً جديداً في ذاكرة المغرب

 الحسن البوعشراوي

انطلقت مساء امس  الجمعة 19 شتنبر 2025 بمدينة أولوز بإقليم تارودانت فعاليات الدورة السابعة من مهرجان إزوران للفنون التراثية، الذي تنظمه جمعية اسنفلول للثقافة والبيئة والتضامن بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وبدعم من مؤسسة دار الصانع ووزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، ومجلس جهة سوس ماسة ومركز سوس ماسة للتنمية الثقافية، إلى جانب عدد من الشركاء المؤسساتيين والخواص.

وسط حضور رسمي وثقافي وازن، أعطيت إشارة الانطلاقة لهذا الموعد السنوي الذي أصبح علامة بارزة في الأجندة الفنية والثقافية بسوس ماسة والمغرب عموماً، حيث افتُتحت الأمسية بعروض مبهرة من الرقص الجماعي الأمازيغي، إيذاناً ببدء المنافسة على الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية في صنف الرقص الجماعي، التي تتوزع بين ثلاث جوائز كبرى مخصصة لفرق الشمال والوسط والجنوب.

واعتبر المنظمون في كلمتهم الافتتاحية أن المهرجان يشكل فضاءً لتلاقي الإبداع الأمازيغي في تنوعه وغناه، وفرصة لصون التراث اللامادي وتعزيز إشعاعه وطنياً ودولياً، مؤكدين أن هذه الدورة تأتي لترسيخ الحضور المتجدد لفن أحواش باعتباره تعبيراً فنياً جامعاً بين الأصالة والإبداع.

وعن هذه الدورة يقول رشيد اد بوبكرمدير المهرجان : يسعدنا أن نفتح اليوم أبواب الدورة السابعة من مهرجان إزوران بمدينة أولوز، هذه الأرض التي أنجبت الإبداع واحتضنت ذاكرة أحواش، إن هذا المهرجان ليس مجرد تظاهرة فنية، بل هو عهد متجدد لصون تراثنا اللامادي وتعزيز إشعاعه وطنياً ودولياً ، ونريد أن يكون إزوران جسراً بين الأجيال، ومنصةً تُبرز غنى الثقافة الأمازيغية في تنوعها وتعدد روافدها، مساهمةً في ترسيخ الهوية المغربية الأصيلة وتعزيز مكانة فنوننا الشعبية على الساحة العالمية.”

الافتتاح لم يكن مجرد انطلاقة بروتوكولية، بل كان احتفالاً حيويّاً بالهوية: دفوفٌ تهزّ الأرض، وأهازيجٌ تذيب المسافات بين الأجيال، ولوحات راقصة تُجسّد تنوع المغرب الثقافي. وفي قلب هذه المنافسة الفنية، حاضرة لجنة تحكيم مُكلفة من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، تضم أساتذة وباحثين وخبراء التراث.

 تولت اللجنة مهمة الانتقاء والتقييم والإشراف على مسابقة الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية في صنف الرقص الجماعي، لضمان تحكيم مهني يعكس عمق القيم الفنية والمعايير التراثية.

وعن هذه المسابقة يقول الاستاذ مبارك ايت عدي رئيس  لجنة التحكيم الممثلة للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية :وجودنا اليوم في أولوز هو مسؤولية واعتزاز في آن واحد. فن أحواش ليس مجرد رقص جماعي، بل هو مدرسة في الهوية والذاكرة الجماعية. نحن في لجنة التحكيم نسعى إلى الإنصات لجماليات الأداء، ودقة الإيقاع، وصدق التعبير الفني، حتى نكافئ الفرق التي استطاعت أن تجسد روح التراث الأمازيغي في أبهى حلة.”

البرنامج الغني لهذه الدورة يشمل، إلى جانب العروض الفنية، ندوة علمية حول موضوع: أحواش.. تراث متجذر وإبداع متجدد يؤطرها باحثون متخصصون، إضافة إلى تقديم وتوقيع كتاب “أكوردي أومليللمؤلفه الأستاذ ياسين ملك. كما ستُقام ورشات تكوينية موجهة للشباب والفرق الفنية، تهدف إلى تطوير مهارات الأداء وتعزيز حضور فنون أحواش عبر وسائل الإعلام الحديثة.

ولتعزيز البعد الاقتصادي والاجتماعي، يعرف المهرجان تنظيم معرض للتراث والصناعة التقليدية يضم إبداعات الحرفيين والحرفيات من مختلف جهات المملكة، في خطوة لدعم الاقتصاد التضامني والتعريف بالمنتجات المحلية.

وفاءً لنهجه في تثمين العطاء الفني، سيكرم المهرجان هذه السنة ثلاث شخصيات بارزة في مجالات الشعر والإيقاع والرقص، تقديراً لإسهاماتها في خدمة وتطوير فنون أحواش.

وبهذه الانطلاقة المميزة، تؤكد الدورة السابعة لمهرجان “إزوران” للفنون التراثية على مكانته كـ محطة إشعاع ثقافي وفني، وفضاء للتواصل بين الأجيال، وتجسيد لقيم الهوية المغربية الأصيلة في بعدها الأمازيغي العريق.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: