أخبار وطنية

مغاربة يتوقعون تعيين العثماني وزيرا للدولة عوض باها

ما إن خفتت قليلا لوعة فراق وزير الدولة الراحل، عبد الله باها، عقب تعرضه لحادث قطار مأساوي، مساء الأحد، حتى بدأت التخمينات ومطالبات البعض بأن يتم تعويض باها في ذات المنصب الحكومي السامي بالدكتور سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية.

وخمن متابعون مغاربة تحدثت إليهم هسبريس بأن يتم ترشيح العثماني لشغل منصب وزير الدولة الشاغر، بعد حادثة وفاة باها، لعدة اعتبارات سياسية وتنظيمية تصب في مصلحة السياسي الفقيه، والذي سبق له أن شغل منصب وزير الخارجية في النسخة الأولى من الحكومة.

وقال محمد لمتوني، موظف متقاعد، لهسبريس إنه يتتبع مسار العدالة والتنمية منذ كان حزبا في المعارضة إلى أن أصبح حزبا حاكما، وكان يتمنى دائما أن يحظى كل من الراحل باها والعثماني بمناصب حكومية عليا تليق بمقامهما ومكانتهما الأخلاقية والسياسية”.

وتابع المتحدث بأن “الله اختار لحكمة يعلمها وحده أن يسحب الرجلين معا من العمل الحكومي الذي غالبا ما يتطلب شيئا من المهادنة والمراوغة، فالعثماني غادر منصبه كوزير للخارجية في النسخة الثانية من الحكومة، بينما غادر باها منصبه إلى الأبد بعد وفاته التراجيدية”.

رشيد إيزاكار، من ساكنة حي التقدم بالرباط، قال في تصريح هاتفي لهسبريس، إنه طالما صوت لفائدة الراحل عبد الله باها سنتي 2002 و2007 في دائرة شالة بجماعة اليوسفية، لما كان يجد فيه من صفات البرلماني الصادق ذي السمت الحسن، والذي ليس في طبنه “العجينة” كما يقال.

وأردف المواطن بأنه “لو كان الأمر بيده لرشح سعد الدين العثماني لمنصب وزير الدولة بالحكومة، ليعوض زميله ورفيقه في الحياة، عبد الله باها، مبرزا أنه سيكون لاشك خير سلف لخير خلف”، على حد تعبير إيزاكار الذي زاد بأن “الرجلين يتشابهان كثيرا في عدة خصال.

نقط تشابه

ويرى متابعون بأن الراحل باها والعثماني تجمعهما العديد من نقط التشابه في مسارهما السياسي، عدا صفاتهما الخلقية، فالرجلان صديقان منذ أيام الدراسة، حتى أن تعارف باها والعثماني كان سنة 1971، أي خمس سنوات قبل أن يتعرف باها على رفيق دربه، عبد الإله بنكيران.

وأوردت مصادر عديدة قريبة من باها بأن هذا الأخير جاور العثماني في أقسام الدراسة، وبأنه كان يقضي أوقاتا طويلة في بيت العثماني، أيام سن الشباب، وكان يغتنم ذلك في الاغتراف من معين كتب والد العثماني الذي كان فقيها مشهودا له بالعلم الشرعي في منطقة سوس.

ومن العوامل التي يستند عليها المطالبون بترشيح العثماني وزيرا للدولة، أن هذا المنصب يتعين أن تملأه شخصية من نفس الحزب لتسير الأمور في انسجام، كما أن العثماني متفرغ حاليا من أية مسؤولية حكومية، فضلا عن كونه الأقرب وجدانيا إلى بنكيران بعد الراحل باها.

وإضافة إلى ما سبق، يرى الذين يتوقعون تعويض العثماني لباها أن ذلك ممكن ومتاح جدا، لأن الرجلين يجتمعان في صفات قلت في غيرهما، وهي الهدوء والحكمة والتروي وبعد النظر، والبعد عن الغضب والانفعال، باعتبار أنها خصال شهد بها الكثيرون للعثماني أيام المعارضة والحكومة.

وكان رئيس الحكومة، لما انتهى من تحضير تشكيلة النسخة الثانية من الحكومة، والتي غادر فيها العثماني موقعه على رأس الدبلوماسية المغربية، قد أشاد بخصال صديقه الذي لم يتردد في القبول بالأمر الواقع، وقال في حقه حينها “العثماني مَشَا، وخًصُّو يمشي مرفوع الراس”.

هسبريس ـ عبد المغيث جبران

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: