حكاية الأستاذ الذي قتل طالبته حبا وغيرة وساقها الى المقبرة بيديه!

إحدى صديقات الضحية سناء لمحت في تصريحها للشرطة إلى أن سبب الجريمة قد يكون انتقاما من الطالبة، بعد علم أستاذها باستعدادها للخطبة من مغربي يدرس في فرنسا. المصرحة لم تستبعد أن يكون هذا الخبر قد رفع من عدوانية المتهم اتجاه الطالبة التي كان يحاول التقرب منها.
وعثرت الفرقة الجنائية الأولى بولاية أمن أكادير على رسائل قصيرة، مشفوعة بعبارات تحرش وغرام ومعاكسة، كان يرسلها سعيد من هاتفه المحمول إلى طالبته أياما قبل مقتلها.
المتهم أدانته غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بأكادير بعشر سنوات.
قال إنه لم يتمالك أعصابه عندما نعتته تلميذته بالحمار فوجه لها ضربة قاتلة.
الأستاذ القاتل
تضاربت الروايات حول سبب إقدام أستاذ على تصفية تلميذته داخل كلية العلوم بأكادير. هو يقول إنها أهانته وجعلته يفقد أعصابه، لكن رواية أخرى تقول إن الجريمة وقعت بسبب الغيرة بعد علمه بنبأ خطبتها من طرف شخص آخر، في الوقت الذي ظلت تصد محاولاته التقرب منها. فماذا جرى بالضبط؟
صبيحة يوم السبت 26 شتنبر 2009 بكلية العلوم بجامعة ابن زهر بأكادير. كان الطلاب والطالبات يهمون بالدخول إلى قاعات المحاضرات، حين تم اكتشاف جثة مرمية بأرضية القاعة 108.
كانت الجثة لطالبة اسمها سناء، تلبس سروال جينز وقميصا أبيض. كانت حافية القدمين، وبالقرب من رجليها نعلها. كان لون وجهها، وقفصها الصدري على مستوى الثدي، حسب معاينة صديقاتها وأصدقائها ورجال الشرطة، يميل إلى السواد، وعينها اليمنى كانت مصابة برضوض وبدت عليها آثار الزرقة، كما بدت بوضوح كدمات وتعنيف على مستوى حنجرتها.
البحث
عملت عناصر الشرطة العلمية على رفع البصمات من القاعة، وأحالت الجثة على مستودع الأموات بمستشفى الحسن الثاني بأكادير، ورفعت عينات مهبلية ضمن فرضية تعرض الهالكة لاعتداء جنسي. كما أخذت عينات من دمها وحمضها النووي، وكذا قطع من أظافرها قصد استغلالها في رفع البصمات الجينية المحتمل أن تكون للجاني.
بالموازاة مع ذلك، استمر البحث والتحقيق بالاستماع إلى محيط الهالكة الدراسي والعائلي. توصلت الشرطة من خلال إفادة زملاء الضحية إلى أن الهالكة كانت تشكو لهم باستمرار العقبات التي كان يضعها مؤطرها بشأن مشوارها الدراسي.
علم المحققون أن الهالكة كانت لها مشاكل خاصة، كانت تسيطر على علاقتها بأستاذها المشرف على أطروحتها لنيل شهادة الدكتوراه في العلوم، تخصص علوم البحار.
بعد استرسال البحث والاستماع إلى محيطها الاجتماعي، تبين للشرطة القضائية من خلال تسلسل الأحداث والأشخاص الذين شوهدت معهم الهالكة أنها تلقت مكالمة هاتفية من أستاذها للالتحاق به بمكتبه.
وتوقفت الأبحاث الميدانية للشرطة القضائية، إلا أن تحركات الأستاذ التي كانت غير عادية تلك الليلة التي تم فيها اكتشاف الجثة، إضافة إلى ادعائه بأنه يعتزم القيام بخرجة دراسية مع الطلبة باكرا صباح اليوم الذي تم فيه العثور على الجثة.
وبناء على المعطيات العلمية التي توصلت إليها الشرطة العلمية والقضائية، وكذا تقرير التشريح الطبي الذي أكد أن سبب الوفاة يعود إلى فعل إجرامي يتمثل في اختناق عمدي، انتقلت الشرطة في اليوم الموالي إلى مسكن الأستاذ سعيد وساقته إلى مركز الشرطة لإخضاعه للتحقيق.
تعلق
اعترف الأستاذ أمام الضابطة القضائية بعلاقته الشخصية والمهنية مع طالبته، وقال إن علاقته بسناء تطورت من هاجس دراسي صرف إلى صداقة، ثم اهتمام وتعلق وعناية شخصية من خلال اتصالاتها الهاتفية ورسائلها القصيرة.
وأضاف إنه خلال هذه السنة، وفي إطار تحضيرها لبحوثها كانت لقاءاتهما يومية، وأنه لم يكن يبخل عن توجيهها وإعطائها العناية اللازمة، لا سيما أنه لاحظ عليها حالة من الاضطراب والارتباك، مع اقتراب موعد تقديم أطروحتها. ولم ينكر نشوب مشاداة كلامية بينهما غير ما مرة، في الآونة الأخيرة، لكون الطالبة تشكك في مسألة نشر أستاذها لمقالها العلمي، كما كانت تعاتبه على عدم تقديمه لها يد المساعدة في عملية تحرير أطروحتها.


