برنامج عندي دواك ظاهرة مغربية ايجابية بكل المقاييس اعتمد صاحبها المنهج العلمي السليم
عبد العزيز ادريوة
الصمعة و الحجام
الصمعة تمثل القيم والأخلاق والفطرة السليمة، والحجام يدل على قلة الحيلة والضعف، فإذا اختلت الموازين والحق والعدل وضاعت الأخلاق، وانتهكت الأعراض، فما عليك الا أن تتهم الحجام ولا احد غيره وهكذا يرتاح الجميع ويسدل الستار. نقطة رجوع إلى السطر، أما صومعتنا اليوم فهي الصحة ،الموت ،التسمم ،قتل الشعب ،فمن المسؤول؟ جمال الصقلي هكذا يريدون تعليق هذا الرجل الذي أراد توعية الامه والتخفيف من آلمها وأمراضها والرفع من إدراكها في مجال الصحة السليمة والعلاج الطبيعي الآمن، تحركت الأقلام وفتحت الأفواه يمنة ويسرة يقولون كل شي إلا الحق، وغاب العقل والمنهج العلمي والحقيقة التي تقول الشعب يريد العلاج الطبيعي الآمن مثله مثل سائر الشعوب.
عندي دواك
عندي دواك اسم لبرنامج يحمل في طياته التحدي والثقة والعمق في الطب العربي الصحيح وأفاق العلاج المعاصر الحديث هذا البرنامج الذي انبت القلق والخوف في العقول الضيقة واخرج الذين لا يهمهم مصلحة المواطن أكثر من جيوبهم وبطونهم وزيادة ترواثهم كنا ننتظر التعامل مع هذا البرنامج عندي دواك كظاهرة مغربية ايجابية بكل المقاييس اعتمد صاحبها المنهج العلمي السليم ارتكز فيه على النقاط التالية:
1 – لا يمنع المريض من استعمال الأدوية الكيماوية.
2- يركز ويطلب من السائل الاعتماد على تشخيص الطبيب ويؤكد علي ذلك.
3- يعطي وصفات بعيدة عن الأعشاب والنباتات الضارة والسامة وخاصة في الاستعمال الداخلي .
4- يرفض إعطاء وصفات للأطفال الصغار إلا في حالات القليلة جدا والآمنة.
5- يعطي بدائل للأعشاب القليلة أو نادرة الوجود في بلدنا الحبيب.
6- وفي الأخير يتكلم بلهجة مغربية تواصلية شعبية يفهما الجميع لتأمين وصول المعلومة بوضوح تام.
الوصفات المركبة
قامت الدنيا ولم تقعد وسمعنا وقرءنا العجب العجاب ،(وأصبح كلْهَا يَلْغِي بِالْغَاه) وما آثار انتباهي قول أحدهم في إحدى الفضائيات المغربية بأن القانون يمنع ولا يسمح للعشاب أو المعالج الطبيعي أن يعطي أكثر من نبتة أو عشبه ، وقلت في نفسي ألا يعلم هذا الرجل أن عالم النبات والتغذية يعيشان في أعماق الإنسان، والإنسان يعيش بهما، وهذه العلاقة أزلية ودائمة. إن الوصفات المركبة التي يخشونها ويخيفون الناس منها ، منتشرة ولصيقة بالمغاربة، يتوارثونها أبا عن جد و جيلا بعد جيل، وأعطي بعض الأمثلة وإن كان المقام لايسمح بذلك .
براد الشاي مثلا: هو وصفة مركبة بامتياز( يتكون من النعناع و الشاي و العديد من النباتات العطرية: الزعتر، الزعيترة، فليو، مرددوش، عطريشة، أزير…و غيرهم) فهل يحتاج المغاربة إلى ترخيص لتركيب هذه الوصفة الجميلة والرائعة ؟.
الحريرة المغربية :فهي الأخرى وصفة مركبة (تتكون من الفول و العدس و المعدنوس و القزبر و الكرافس و الحمص و البزار و السكنجبير…و غيرهم). فهل يحتاج المغاربة إلى طلب رخصة لتحضيرهذه الوجبه أيضا؟ كما أن هناك الكثير من الوصفات المركبة للشعر والجلد وغيرهما ؟.
وتحدث آخرون أن برنامج عندي دواك يغرد خارج سرب المنظومة الإعلامية ويجب أن يتابع ويحاسب ويقدم إلى العدالة، وكان من المفروض قانونا وأخلاقيا وعرفيا أن يتابع الإعلام الذي لا يهمه مصلحة المواطن المغربي، هذا الإعلام الذي ينشر ثقافة الموت بالدليل القاطع من خلال الإعلانات والإشهارات التي تساهم في إنتاج مجموعة من الأمراض الخطيرة مثل هشاشة العظام و الفشل الكلوي والتهاب الكبدي بأنواعه والسرطانات منها سرطانات الأطفال وضغط الدم….، بدعواتها وإشهاراتها لمجموع من المواد الخطيرة كالمشروبات الغازية والمؤكلات التي تحمل في طياتها الموت وذلك من خلال المواد الحافظة والمبيضات والمعطرات ومواد الرغوة…. التي تحاصرنا من كل جهة و الذي أثبت العلم الحديث على أنها أمراض وسرطانات متحركة تنتشر في أعماق تلك المنتوجات الكيماوية، يوهمون الأطفال وهم أكبادنا التي تمشي فوق الأرض بأنهم إذا أكلوا هذه “المقرمشات” سيصبحون “سوبرمنات” يطيرون في الفضاء وهم في الحقيقة ضحايا النصب والاحتيال في قضية (هي قضية رأي عام).
هل برنامج عندي دواك هو صاحب هذه الوصفات الخطيرة؟ هل هو الذي أمر بإدخال مادة sulfatte التي تحوم حول رقابنا لتقتلنا بلا رحمة و بدون رقيب؟ قال أحد رجالات علم التغذية بالمغرب: “إذا استيقظت ووجدت نفسك متعبا ومرهقا يؤلمك رأسك فالمتهم الرئيسي هو sulfatte “، والحقيقة أن المتهم هو من أدخل وروج لهذا المنتوج حتى تمكن من هدم صحة الانسان، وسنكون سعداء لو أمر السيد الوزير بمنع هذه الإعلانات التي لاترحم، حتى يكتب له هذا العمل بمداد من شهامة وفخر، و لي اليقين أنه لن يتحقق هذا المطلب…
المسألة ليست مسألة منع برنامج عندي دواك أو الأستاذ جمال الصقلي…، فهل سيمنعون جل الفضائيات العربية والعالمية التي تسير على نفس النهج وهم كثر (مصرية، ولبنانية…) التي أصبح المغاربة زبناء لها يستوردون وصفاتهم و علاجاتهم منها؟
العلم نور وسيبقى نور المعرفة يضيء على الأمة أحب من أحب وكره من كره.
دعونا من هذا الضجيج .
إن المسألة تحتاج منا إلى مقاربة شاملة ، يدخل فيه الجميع، الأمة في حاجة إلى جميع أبنائها إلا من أبى. تحتضنهم وتنشر الرحمة والأخوة بينهم و الاستفاذة من الجميع كل في مجاله و اختصاصاته وخبرته وعدم تحقيرهم وتهميشهم لأن الخاسر الأول والأخير هو الوطن .
ملف الصحة يجتمع فيه مجموعة من المكونات ، فلماذا لا يفتح حوار جاد على موائد مستديرة و أوراش عمل وأيام دراسية مفتوحة في إطار المنهج العلمي والبحث عن المعلومة الصحيحة السليمة .
التفكير في العلاج النسقي الجامع الذي يستفيد من جميع العلاجات همه الوحيد العلاج الآمن والمضمون بعيدا عن كل الحسابات والخلفيات والعقليات الضيقة و الأنا المتعجرف والمستكبر الذي يعتقد أنه يمتلك الحقيقة الكاملة وغيره مشعوذون يجب تقديمهم للعدالة.
تصحيح مجموعة من المصطلحات التي تروج ويروج لها البعض مثل، الطب البديل وهي دعوة لإقصاء الأخر، ودعوة إلى الكراهية، وهو شعار يفتح الباب الكبير للصراع والتنافر، فمن هو البديل للأخر؟ أنا أم أنت أم التكميلي؟ ونكتفي بالعلاج الطبيعي.
آن الأوان لنعترف بأن هناك علاجات كثيرة ومهمة لا يمكن إقصائها وإستبعادها مثل الحجامة بمدارسها، هذا العلاج الرائع الذي له نظريات و قواعد علمية أثبت نجاعتها. و الطب العربي الحي، هذا الطب الذي يعتبر البعض أنه انتهى، والطب النبوي المعجز. والغريب أن هناك بلدانا في أروبا وامريكا تهتم بهذا العظيم، تهتم به أكثر منا نحن المسلمين. والطب الصيني بجميع أشكاله: الوخز بالإبر وعلاج بالضعط والطاقة…، والعلاج بالتغذية ومن أهمه العلاج بالغذاء الحي وعلاجات أخرى…، إن هذه العلوم لها نظريات وقواعد ووسائل وآليات علمية تخضع للتجربة والتقويم ولها نتائج مذهلة وجميلة وقوية .
وفي الأخير تعالوا إلى كلمة سواء بيننا ركائزها التجربة والبحث العلمي تكون مصلحة الأمة فيها فوق كل الإعتبارات، لأن المغرب بلدنا الحبيب زاخر بأبنائه أصحاب الكفاءات والقدرات العلمية، زاخر بعطايا الحنان المنان سبحانه وتعالى ولأن للعلم أبواب: الأكاديمية و التجربة و البحث و الاجتهاد و الكفاح.
قال الله جلت قدرته : “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”
والحمد لله رب العالمين