شباط: بنكيران قال لي “أخرجوا وزراءكم وقدّموا ملتمس رقابة”

محمد الراجي (كاريكاتير خالد كدار
في ثاني لقاء تواصلي من اللقاءات التي يقوم بها الأمين العام لحزب الاستقلال، لشرح دواعي قرار الانسحاب من الحكومة، فضّل حميد شباط أن يُبقي القرار النهائي الذي سيتّخذه الحزب ملفوفا بكثير من الغموض، إذْ ترك الأبواب مفتوحة على جميع الاحتمالات.
بخصوص قرار الانسحاب من الحكومة، أعاد شباط نفس الكلام الذي قاله خلال مؤتمر المجلس الوطني للحزب، الذي تمخّض عنه قرار الانسحاب، وقال إنّ قرار الانسحاب أمْلته المصلحة العامة للوطن.
وقال في هذا الصدد “بعدَ المذكرات التي وجّهناها إلى الحكومة لاحظنا أن الأمور لا تسير على ما يرام، فبعد التعديلات التي أتينا بها لإخراج البلاد من الأزمة التي تتخبط فيها، خرج قرار برئاسة الحكومة يندّد بتدخل الفريق الاستقلالي، باعتباره فريقا داخل التحالف الحكومي، ولا يجب أن يأتي بتعديلات ولا بملاحظات”.
وأضاف ” الذي كان على الحكومة أن تفعله هو أنْ تأخذ بنصائحنا التي قدمتها رابطة الاقتصاديين الاستقلاليين، التي قالت إن المغرب سيصل إلى السكتة القلبية، لكنهم فعلوا عكس ذلك، وقالوا إننا نشوش عليهم، وبعد ثلاثة شهور، جاءت الحكومة لتقول لنا إننا وصلنا إلى الحائط، وأننا أصبحنا أمام محاسبة البنك الدولي”، واصفا تعامل الحكومة بهذا الشأن بـ”القرار الذي لم يسبق له أن حدث في تاريخ المغرب، بما في ذلك عهد البصري وأوفقير، ولا سنوات الرصاص والدماء”.
وأردف شباط “خلال مؤتمره السادس عشر قرر حزب الاستقلال أن يصبح مؤسسة، والتمتع باستقلالية القرار السياسي، لأن عهد التحكم في الحزاب بالتيليكموند انقضى، ولأنه لا يمكن أن تلقى التجربة الحكومية النجاح إلا بوجود أحزاب سياسية قوية، وحضور القرار السياسي داخل الحكومة”.
وأسرّ الأمين العام لحزب الاستقلال، لأول مرة، بما دار بينه وبين رئيس الحكومة في آخر اجتماع قبل اتخاذ قرار الانسحاب قائلا “في آخر اجتماع مع رئيس الحكومة قال لي “أَخرجوا وزراءكم من الحكومة، وقدِّموا ملتمس رقابة”، ولم أُخبر المجلس الوطني أو القيادة، تفاديا لردّ الفعل، حتى يتمّ اتخاذ القرار المناسب عن قناعة”.
وأوضح قائلا “عندما قررنا الانسحاب من الحكومة لجأنا إلى الفصل 42 لأن ما يفصل بيننا هو الدستور، وكان من الممكن أن يلجأ رئيس الحكومة إلى الفصل 47 من الدستور، ويدعو إلى حلّ البرلمان وإعلان انتخابات سابقة لأوانها، إلا أننا ظللنا ننتظر لمدة خمسة شهور ولم يُجِبْ”.
ورغم إشارته إلى أنّ حزب الاستقلال لا خلاف له مع حزب العدالة والتنمية، “لأننا نخاطب مؤسسة الحكومة وليس الحزب الذي يقودها”، إلا أن شباط لم يترك الفرصة تمرّ دون أن يوجّه انتقادات لبرنامج حزب المصباح الذي يقود الحكومة، منتقدا عدم تفعيل الحزب للبرنامج الذي وعد به خلال الحملة الانتخابية الماضية.
وقال “حزب العدالة والتنمية وعد في برنامجه الانتخابي برفع الحدّ الأدنى للأجور إلى ثلاثة آلاف درهم، لكن الذي حدث بعد مرور سنة، هو أنّ الحدّ الأدنى للأجور الذي كان في حدود 2250 درهما، أصبح في حدود 2000، لأنّ الزيادة في المحروقات التي أقرّتها الحكومة أثرت على باقي المواد الاستهلاكية، ما أفضى إلى تأثّر القدرة الشرائية للمواطنين، والتي توجد في تراجع خطير، وهذا سجلناه ونحن في الحكومة قبل أن نقرر الانسحاب”.
كما انتقد عجز حزب العدالة والتنمية عن بلوغ 7 في المائة من النموّ، التي وعد بها في برنامج الانتخابي، وعدم تجاوز 3 بالمئاة من نسبة العجز، قائلا “الذي حدث هو أنّ نسبة العجز التي حدّدها حزب العدالة والتنمية في 3 بالمائة قفزت إلى 7 بالمائة، فيما انخفضت نسبة النموّ التي وعد بها من 7 بالمائة إلى ثلاثة بالمائة”.
الأمين العام لحزب الاستقلال، غازل المعطّلين خلال كلمته، مُحمّلا حكومة ابن كيران مسؤولية عدم تنفيذ مَحضر 20 يوليوز، الذي وقّعته حكومة عباس الفاسي سنة 2011، مُرجعا ذلك إلى تأخّر المصادقة على الميزانية لستة أشهر.
وقال شباط إنّ مَحضر 20 يوليوز هو محضر قانوني، لذلك يجب أن يُطبّق، لأن الميزانية كان يجب أن يُصادَق عليها في دجنبر، والأطر وُعدوا بالتوظيف في نونبر، ولكن الحكومة أجلت المصادقة على الميزانية إلى غاية يونيو، من أجل “ترحيلها” إلى 2013، على أساس أن الانتخابات ستكون في هذه السنة، لربح الانتخابات”، مضيفا “سأقدم شهادة لله وللتاريخ، يوم طرحت عليه (ابن كيران) قضية توظيف المعطلين، قال لي إيلا دْخلو المعطلين للوظيفة نْخرج أنا من الحكومة”.
وإضافة إلى المعطلين، “غازل” شباط الفقراء بقوله إن الشعب يريد أن يرى نتائج ملموسة، لأنّ الشعارات والوعود لم تعد كافية، “من يسكن في دور الصفيح يجب أن يُرحّل إلى بيت يضمن له كرامته الآدمية، ومن يدرس أبناؤه يجب أن يجد لهم الكتب والمقاعد في المدارس، والفقراء يجب أن يحظوا برعاية صحية، إذ لا يعقل أن يذهب الناس إلى المستشفيات ولا يجدون الأطباء والأدوية”.
ودافع شباط عن حكومة عباس الفاسي قائلا إنها عرفت إكراهات عديدة، “لكنْ تخطّتها بصبر المؤمنين، وصبْرُ تلك الحكومة هو الذي جعل من المغرب استثناء”.
وانتقد الأمين العام لحزب الاستقلال، استمرار المحسوبية و”العلاقات”، قائلا “المحسوبية في التوظيفات وفي المنح وفي كل شيء ما زالت مستمرّة إلى الآن، وحتى في الصفقات العمومية”.
إلى ذلك عاد شباط إلى التذكير بما سبق أن قاله خلال فاتح ماي، بخصوص تفكير الحكومة في تخفيض وزْن قنينات الغاز مقابل الحفاظ على أسعارها في مستواها الحالي، وقال “لقد وصلتنا أخبار مفادها أنهم يفكرون في تخفيض وزن قنينات الغاز، وأنا أقول للسّي بن كيران، لا تفعل، راه الشعب فايق وعايق”.