أخبار جهوية

دواويرٌ تصارعُ العطش بزاكورة ونصيب الفرد 5 لترات أسبوعياً

في دواويرَ بالقرب من زاكورة، وقفت هسبريس على واقعها في الآونة الأخيرة، لا يتجاوز نصيبُ الفرد من الماء الصالح للشرب قنينةً من 5 كل أسبوع”، فيمَا تشملُ الفئة المستهدفة آلاف الأسر من دواوير بجماعة تاكونيت بإقليم زاكورة، مرارةٌ يحس بها كل من زار دواراً من الداوير الجماعة، التي يقول أحد أبنائها “يأتي ذلك في زمن الحراك الذي انتفض فيها الإنسان ضد الإهانة والمطالبة بالكرامة”.

القصة كما وقفت عليها “هسبريس” تتجسد في استفادة المواطنين من الماء الصالح للشرب باللتر، ووفقا لما تخصصه الجماعة القروية لتاكونيت، فإن نصيب كل مواطن من الماء هو 5 لترات فقط في مدة تصل الأسبوع وقد تتجاوزه للأسبوعين، كما صرح بذلك مواطنونَ تحدثوا لهسبريس، عما وصفوه بمعضلة يعيشونها منذ مدة طويلة.

مكمنُ المشكل حسب أحمد، أحد ساكنة زاوية سيدي صالح، في أن الجماعة التي وجدت الحلول لثلاثة دواوير إضافة إلى المركز، عن طريق توفير الماء الشروب لهم، استثنت باقي الدواوير، رغم أن أبعدها عن المركز لا يقع على مسافة تزيد عن ثمانية كيلومترات.

حرارة الصيف في رمضان تزيد من تفاقم الأزمة..

“أصبحنا نعيش في جحيم مع نقصان الماء في فصل الصيف، والذي ترتفع فيه درجة الحرار إلى أكثر من 45″، يقول عبد العزيز، أستاذ التعليم الإبتدائي، الذي تحدث لهسبريس عن معاناة السكان مع النقص الحاد في الماء، قبل أن يستدرك أن “تزامن رمضان مع الصيف خصوصاً خلال المواسم الثلاثة السابقة، يجعل المعضلة تتفاقم”، مضيفا في الاِتجاه ذاته، “أشنو غادي تدير لك 5 يترو من الما في عشر أيام، مع رمضان والصيف”.

كلام عبد العزيز وجد له صدى قوياً عند أكثر من مواطن تحدث لهسبريس، حيث اعتبروا وضعيتهم كارثية، وحملوا المسؤولين المحليين والحكومة معاً مسؤولية الوضع الذي وصلوا إليه، إذ كيف يعقل يؤكد صالح، “أن نتحدث عن التغيير في الوقت الذي يتهددُ فيه العطش مئات المواطنين”.

ساعات طوال وطوابير طويلة أمام صهاريج المياه

“نهار الما”، هو اليوم الذي يوزعُ فيه الماء على ساكنة دوار سيدي صالح، وقد عشنا مع المواطنين المتراصين في طوابير طويلة أمام صهريج الماء، ببراميل من فئة خمسة لتر، إجواء الاستفادة من هذه المادة الحيوية، والذي يعيش رحلة طويلة تنطلق من النقل عن طريق حاويات المياه، من آبار تبعدُ عن هذه الدوار بقرابة عشرة كيلومترات، إلى الإفراغ في الصهاريج، وهي بالمناسبة صهريجان اثنان في دوار تزيدُ ساكنته عن ثلاثة آلاف نسمة، ومن ثم تحينُ مرحلة التوزيع التي تشرف عليها جمعيات متخصصة، أنشأها السكان لتيسير حساب عدد أفراد العائلات ومدى مطابقتهم لقانون “5 لترات لكل مواطن”، والذي أصبح عرفاً ساري المفعول، وهو ما يعني حسب يوسف وهو تلميذ صادفناه أمام الصهريج، “أنه في حال وجود خمسة أفراد في العائلة فإن المكلف بالتوزيع يمنحك 25 لتراً فقط”.

في بيت واحد..أنواع متعددة من المياه..

في مثل هذه الدواوير تجد في البيت الواحد وفقا لما صرح به مواطنون لهسبريس، ثلاثة إلى أربعة أنواع من المياه، فبالإضافة إلى الماء الصالح للشرب والذي عشنا قصة الاستفادة منه، نجد هناك مياهاً خاصة بالغسيل، وأخرى خاصة بالطبخ والشاي، وهو ما يجعل من الماء معركة يومية تسعى العائلات حسب عبد الرحيم، إلى بذل جهد مضاعف لتوفيرها، مضيفا “أن هذا الأمر يأتي على حساب أوقات التلاميذ، ومعيلي هذه الأسر”.

ما خفي كان أعظم..

مشكل الماء واحد من المشاكل التي أسهب جلُّ من تحدثوا لهسبريس عن معاناتهم اليومية، إلا أن النقاش المستفيض مع هؤلاء، أكد أنها شجرة تخفي وراءها غابة، لأن ما خفي حسبهم كان أعظم، من مشاكل الصحة والتعليم، والنقل.

 محمد بن الطيب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: