هادشي كاين … متزوجات وعازبات ضحايا الحب الإلكتروني
فتيات من مختلف الأعمار ينزلقن في دردشات إلكترونية يتلذذن فيها على إيقاع لغة الحب ولواعجه وإبراز المحاسن، ليسقطن في فخ حب إلكتروني وهمي يزج بهن في متاهات كبيرة، قد يفقدن فيها شرفهن وكرامتهن التي تمرغ في الوحل، دون أن يسلمن من اغتصاب وهتك عرض وتهديد بفضح ونشر صورهن عاريات كما ولدتهن أمهاتهن، ليجدن أنفسهن مجبرات على الرضوخ لمسلسل لا ينتهي من الابتزاز، ينضاف إلى الأخاديد التي يتركها الفتك بأجسادهن برضاهن ورغبتهن أو بدونهما، كما يتبين من مثل هذه الحالات.
لم تكن ابنة مسؤول أمني بفاس تظن أن الشاب الوديع المتفنن في إبراز نبل أخلاقه وخصاله الحميدة في دردشاته الإلكترونية معها عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، سيتحول إلى وحش كاسر وجد في جسدها الصغير مفرغا لمكبوتاته، بعدما غرر بها بوسائل دنيئة لم تخل من تدليس جلب له الويلات، ليجد نفسه خلف أسوار سجن عين قادوس، يقضي عقوبة سجنية رادعة لسلوكاته.
خدمات جنسية لطرد الجن
مسلسل الإيقاع بها بدأ بفتحه حسابا إلكترونيا باسم مستعار أطل عبره على عالم افتراضي محاولا تعويض الحرمان الواقعي ببحث إلكتروني عما يرضي ظمأه العاطفي، ما تأتى له بتعرفه على تلك الفتاة القاصر في 25 مارس الماضي، ليتواصلا طيلة شهر استطاع خلاله الإيقاع بها بكل سهولة، مستعملا كل الحيل الممكنة لكسب ودها وضمان استمالة قلبها إليه، عن سبق إصرار.
ادعاؤه إصابتها بمس من الجن، حيلته للفتك بجسمها قبل أن يعرض عليها خدماته الملغومة في “الرقية الشرعية” وإخراج الجن من جسدها الصغير، بعدما زعم استعصاء ذلك على كل المنجمين، مقترحا مضاجعتها لتأمين إنقاذها من السحر والجن. لكن السحر سرعان ما انقلب على الساحر، ليجد المتهم نفسه مصفد اليدين وأمام المحكمة متابعا بتهم جنائية ثقيلة.
الضحية أخبرت والديها بالأمر فأبلغا الأمن الذي نصب كمينا أوقع به متلبسا معها بشقة استدرجها إليها، لينطلق مسلسل محاكمته من قبل غرفة الجنايات الابتدائية التي أدانته بست سنوات سجنا بتهم “التغرير بقاصرة عن طريق التدليس وهتك عرضها بالعنف”، بعدما برأته من تهمتي النصب والاحتيال، قبل استئناف الحكم في ملف رائج أمام نظيرتها الاستئنافية.
استغلال جنسي ومادي
لم يقنع شاب بتاونات في عقده الثالث، بالفتك بأجساد فتيات سقطن في فخ “حبه” الإلكتروني بعدما غرر بهن وأغراهن بالزواج بعد تعارف عبر صفحات الدردشة (الشات)، بل استغل صورا التقطها لبعضهن في لحظات حميمية معه وأخرى مفبركة عن طريق تقنية “الفوتوشوب”، لابتزازهن جنسيا وماديا وتهديدهن بتعميم نشرها على الشبكة العنكبوتية، وتشويه سمعتهن.
عدة فتيات بهذا الإقليم والمدن المجاورة، سقطن في فخ نصبه لهن عن سبق إصرار ووفق دراسة متأنية، قبل أن يسقط بدوره في قبضة الدرك، إثر كمين نصب له بتنسيق مع فتاة بقرية با محمد حاول عبثا ابتزازها في مبلغ مالي وكمية من علب السجائر الشقراء، والتي طلبته للقائها بعدما تسلمت المطلوب منها من مال وسجائر، من قريبتها بداعي تسليمها إليه في مكان وزمن حدداه مسبقا.
المتهم استغل الفتاة التي هددها بنشر صورها العارية من ملابسها، طيلة أسابيع رضخت خلالها إلى طلباته بعدما عبث بجسدها، إذ أرغمها على اختلاس أموال من محل تجاري لبيع السجائر والمواد الغذائية في ملكية قريبتها، وتسليمها إليه، إلى أن ضاقت ذرعا بابتزازه المادي والمعنوي لها وتصرفاته وتهديداته وما اقترفه في حقها، قبل أن تخبر قريبتها التي سارعت إلى إخبار الدرك.
وليست قصة فتاة من حي العشايش بتاونات، أحسن حالا من هذه الفتاة، بل كانت قصتها أكثر بشاعة بعدما تطورت علاقتها بشاب تعرفت عليه عبر “الشات” إلى تقدمه للزواج بها بعدما توطدت علاقتهما، لكن ذلك كان مجرد حيلة منه للسطو على سيارة والدها بعدما استدرجهما وأمها إلى فاس بداعي قضاء أيام عطلة، ليختفي ومعه أمل الزواج و”ستر الفضيحة” التي تسببها لها عن سبق ترصد.
زوجة تستدرج إلى فضيحة
نظرت المحكمة الابتدائية بفاس في عدة ملفات لعلاقات تعارف عبر الأنترنيت سرعان ما تطورت إلى استغلال جنسي عن رغبة أو بدونها، انتهى أمام ردهات المحكمة بسقوط المشتبه فيهم وحتى النساء الضحايا اللائي بينهن متزوجات إحداهن توبعت في حالة سراح مؤقت إثر شكاية من زوجها المقيم بالسعودية، الذي حصل على صور لها في أوضاع حميمية، استغلها لطلب الطلاق منها ومتابعتها.
ورغم إنكارها ممارسة الجنس مع الشاب الذي تعرفت عليه إلكترونيا، حتى ولو دون رغبتها ورضاها، فإن اعترافاته التمهيدية التلقائية وأمام هيأة الحكم، ولدت قناعة لدى المحكمة بتورطها في الخيانة الزوجية وإعطاء قدوة سيئة لأطفال قاصرين، في ملف تتبعه الرأي العام باهتمام كبير أمام الضجة التي أحدثها بعد تداوله إعلاميا، على غرار ملفات أخرى بعضها أخف ضررا على الضحايا.
ولعل أغرب قصة حب إلكتروني تحول إلى كابوس جنسي، ما تفجر عقب فضيحة تورط مسؤولة بمركز للنداء مع شاب عمل معها في علاقة انتهت تحت التهديد بكشف المستور، إذ أثناء البحث عثر المحققون بالحاسوب الشخصي للمتهم على صور ولقطات جنسية فاضحة له مع طالبة داخل مكتب بالمركز، اتضح في ما بعد أنه لم يكن لها بذلك علما، بعدما أجبرها على ممارسة الجنس.
الفتاتان وغيرهما من ضحايا الحب الالكتروني، وما يتولد عنه من نسج علاقات وتوطيدها، يعشن كوابيس يومية، بعدما وجدن أنفسهن ضحايا استغلال جنسي، بدأ برغبة منهن قبل أن تتحول تلك اللحظات الحميمية المصورة إلى أداة للابتزاز، تزيد من معاناتهن مع شباب يحسنون الإيقاع بذوات الأفئدة الهشة، اللائي يثقن في دردشات وإغراءات لا تنتهي دوما على ما يرام.
حميد الأبيض (فاس)