أخبار جهوية

محاضرة حول المخازن الجماعية الحصينة ”إكودار” بكلية الآداب أكادير

 

الحسن البوعشراوي

عرف رحاب كلية الآداب والعلوم الانسانية باكادير وبالضبط بفضاء الإنسانيات مساء الجمعة 14 دجنبر 2012، محاضرة في موضوع : المخازن الجماعية الحصينة “إكودار” : تراث وطني وإنساني ، من تنظيم جمعية سوس ماسة درعة للتنمية الثقافية وبتعاون مع كلية الآداب ، وقد  اشرف الاستاذ الباحث »محمد بوصالح «  مدير مركز صيانة و توظيف التراث و القصبات بالجنوب و الأطلس على هذه الندوة حيث كانت له مداخلة مهمة بحيث تحدت عن هذه المخازن الجماعية “ايكودار ” وبعض الأماكن التاريخية المهمة والمشهورة في ربوع سوس وبين على  انها عبارة عن مخزن أو “بنك” لحفظ الودائع والأشياء الثمينة وكذلك المحاصيل الزراعية من قمح ونحوه .حتى لاتتعرض للسرقة والنهب خصوصا في فترة “السيبة” التي عرفتها البلاد إبان الاستعمار والتي كانت الدافع الاكبر وراء تشييدها على الجبال لكي تكون محصنة وبعيدة عن أي هجوم مباغت واخدت اشكالا هندسية شامخة ، كما تطرق الى طريقة بنائها واكد على انها جد معقدة تراعي الظروف الطبيعية والمناخية والأمنية كذلك ، فطريقة وضع الأحجار بشكل متداخل مع استعمال التراب المحلى وترك منافذ للهواء جعل “أكادير” مخزنا طبيعيا يحافظ على جودة المخزون .وهذا ما يفسر بقاء الحبوب لسنوات بل لقرون وهي صالحة  وخير دليل كما نظام البيوتات “ايحونا ” وطريقة بنائها الواحدة فوق الأخرى بشكل متناسق بديع جعل من “أكاد ير” تحفة معمارية خالدة ،

وتعمق الاستاد في الجانب القانوني والتشريعي الذي كان سندا لديمومة لاكودار  بحيث كان له نظام خاص به وقوانين تنظم معاملاته ،وهذا القانون من وضع أهل القبيلة أو مايسمى” انفلاس “. وكل فرد من أهل القرية ملزم بإتباع القوانين المتفق عليها وإلا سيعرض نفسه لعقوبات صارمة اما بدعيرة او نفي خارج القبيلة لمدة حسب حكم قانون ” انفلاس ” ، اما من جهة الطريقة الهندسية فقد استطاع الأستاذ المحاضر ان يحضر صورا فوتوغرافية عبر الشاشة المتحركة لبعض الاكودارات بالمغرب ، إلا انه في الأخير تأسف المحاضر للوضعية المأساوية التي تعيشها بعض هذه المعالم التاريخية بحيث أصبحت تتعرض للاندثار والانقراض بسبب العوامل الطبيعية أولا وكذلك بسبب التهميش والنسيان واللامبالاة كما هو الحال بالنسبة لاكا دير نزغنغين أو امزاور والكثير من المناطق الأخرى ، كما وجه نداءا لكل الفعاليات الجمعوية والسكان وكذلك المسئولين إلى الاهتمام بهذا الإرث الحضاري وصيانته من الضياع والمحافظة عليه .

      كما كانت مداخلة لرئيس الجهة” ابراهيم الحافدي” مهمة بحيث تحدت عن الاهتمام الكبير الذي وضعه مجلس الجهة لهذه المآثر التاريخية ، وأعطى إستراتيجية خصصتها الجهة للنهوض بهذه المعالم سواء أكانت مادية او معنوية ، بحيث خصصت الجهة اعتمادا مهما من اجل ترميم عدد من هذه الايكودارات  ونهجها يسير بخطأ جيدة من اجل الوصول الى ترميم والاهتمام ما تبقى من هذه المآثر .

      اما مداخلة رئيس جمعية سوس ماسة للثقافة ، الاستاذ ” بن حليمة ” فقد صبت كلها في الاهتمام الكبير الذي ولته جمعيته والتي اخدت على عاتقها مسؤولية مهمة وهي الانكباب لوضع خطة عمل طويلة الأمد وبإشراك جميع المتداخلين من اجل انقاد ما يمكن انقاده وخصوصا المخازن الجماعية .

 هذا اللقاء عرف حضور وازن لأساتذة مهتمين وباحتين في التراث وكل من له علاقة بهذا الميدان ، كما غصت القاعة المخصصة للمحاضرة بطلبة مهتمين ، والذين تابعوا هذه المحاضرة بإصغاء وهدوء ومرت في أجواء استحسنها الحضور لكون االمستوى  الثقافي الوازن للاستاذ المحاضر وكذا الاساتذة الذين اتثوا معه هذه المحاضرة القيمة والتي كانت كلها نبش في الذاكرة الثراتية المغربية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: