البوليساريو تسحب الأسلحة من دورياتها في الكركرات وتتوقفت عن تفتيش الشاحنات المغربية
أفادت مصادر اعلامية مغربية بأن جبهة البوليساريو سحبت الاسلحة من دورياتها في منطقة الكركرات، جنوب المغرب، ولم تعد تعترض الشاحنات المغربية العابرة باتجاه موريتانيا.
ولم تستبعد المصادر ان يكون هذا الانفراج جاء بوساطة موريتانيا التي استقبل رئيسها محمد ولد عبد العزيز نهاية الاسبوع الماضي موفداً عن جبهة البوليساريو الذي سلمه رسالة من زعيم الجبهة ابراهيم غالي لم يكشف عن محتواها، فيما يقوم وزير الداخلية الموريتاني احمد ولد عبدالله منذ اول امس الاثنين، بزيارة للمغرب وصفت بالخاصة.
وأكدت المصادر أن الرئيس المـــوريتاني محمد ولد عبد العزيز يلعب دور الوساطة بين المغرب وجبهة البوليساريو بخصوص مشكل منطقة الكركارات التي اندلعت منذ صيف العام الماضي، بعد احتجاج جبهة البوليساريو على قيام المغرب بتطهير المنطقة من المهربين وتجار المخدرات وتعبيد الطريق الرابط بين نقطتي الحدود المغربية والموريتانية (7 كلم) وقالت الــــجبهة ان ما قام به المغرب خرق لاتفاقية وقف اطلاق 1991 الذي ترعاه الام المتحدة وينص على ان الجدار الامني يشكل خرقاً لوقف اطلاق النار ومنطقة الكركرات تقع خارج هذا الــجدار.
وقالت المصادر ان الرئيس الموريتاني استقبل محمد جداد، أحد قيادات الجبهة، واقترح عليه الانسحاب من المنطقة العازلة، على غرار ما فعله المغرب، احتراماً للقرار الذي أصدره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وهو القرار الذي استجاب له المغرب ورفضته الجبهة وأن الاجتماع توصل إلى اتفاق مبدئي يقضي ببقاء دوريات البوليساريو في منطقة الكركرات بدون سلاح.
ويسعى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى إيجاد حل للمشكل، خاصة بعد احتجاج عدد من التجار الموريتانيين، من نقص حاد في نشاطهم التجاري، إثر فشل عدد من الشاحنات المحملة بالبضائع القادمة من المغرب في الدخول إلى موريتانيا، بسبب توقيفها من طرف دوريات الجبهة عند معبر الكركرات الحدودي ومنعهم من الدخول إلى التراب الموريتاني.
وقال موقع الأيام 24 ان حركة المرور على الطريق الدولي على الحدود بين المغرب وموريتانيا عادت إلى طبيعتها السابقة بعد انسحاب المغرب من منطقة الكركرات وتوقف اعتراض دوريات جبهة البوليساريو الشاحنات المغربية العابرة.
وأكّد شهود عيان وسائقو شاحنات مغربية أن قوات الجبهة لم يعد لها هناك وجود ظاهر بالمنطقة وقال مصدر في الجمارك المغربية باستئناف حركة المرور كما كانت أو حتى زيادتها على المستوى السابق، واضاف أنهم يتعاملون في المتوسط مع 250 مركبة يومياً وأن العدد وصل يوم الثلاثاء الماضي إلى أكثر من 350 مركبة.
ويعتبر هذا الطريق أساسيا للتجارة بين المغرب وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وشدد المغرب عند انسحابه من جنوب الكركرات بناء على طلب الأمم المتحدة، على ضرورة ضمان وجود سيولة في حركة المرور بالإضافة إلى تثبيت وقف إطلاق النار وإخلاء البوليساريو للمنطقة أيضاً.
ويأتي هذا الانفراج في وقت تتحدث تقارير عن تزويد الجزائر لجبهة البوليساريو بأسلحة ثقيلة واستنفار بوسط القوات المغربية والجزائرية، مما يوحي وكأن مواجهات مقبلة بين البلدين.
ودعت الكتابة الوطنية لحزب النهج الديمقراطي اليساري المغربي الراديكالي، إلى إيجاد حل سلمي عادل وديمقراطي لقضية الصحراء، على أساس مقررات الاتحاد الإفريقي وهيئة الأمم المتحدة.
ويعتبر حزب النهج الديمقراطي، الحزب السياسي الوحيد بالمغرب الذي يدعم حق تقرير المصير للصحراويين وحمله هذا الموقف في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي عبئاً سياسياً ثقيلاً، باعتقال قياداته وناشطيه وتوجيه اتهامات لهم بالخيانة الوطنية والخروج عن اجماع الشعب المغربي.
وقال الحزب الذي يشكو دائماً من تضييق تمارسه السلطات على نشاطاته وناشطيه ان حلاً سلمياً للنزاع الصحراوي «يجنب المنطقة ويلات الحرب ويضمن حقوق شعوبها ويفتح إمكانية بناء وحدة المغرب الــــكبير».