أخبار جهويةأخبار وطنيةفي الواجهة

دوار “أيت وكمار” بإقليم إشتوكة أيت باها .. دوار منسي يعاني “الحكرة”

في دوار أيت وكمار التابع ترابيا لجماعة وادي الصفاء اقليم اشتوكة ايت باها والمهمش والمتواجد بضواحي القليعة ، الذي تربطه طريق ليست كالطرق كلها محفورة ولا تصلح حتى لمرور الكراريس والعربات والتي سبق لجمعية من الجمعيات النشيطة بالدوار ان انجزتها مند 14 سنة خلت ،  ولم ترى أي اهتمام من المجلس الجماعي وادي الصفاء رغم انه اول دوار على صعيد الاقليم من حيث الكثافة السكانية، ومما يزيد احساسك بالتهميش والاقصاء هو حيث تستقبلك وانت تلج الدوار الروائح النتنة للمياه الآسنة الراكدة حول بيوت أزيد من 16000 نسمة، وجحافل البعوض والحمير والكلاب الضالة، مما سيدفعك لا محالة الى الشعور بالكثير من الغبن إلى درجة الإحساس بـ”الحكرة”.

هذا الإحساس بـ”الحكرة”، وفق تصريح سعيد من ساكنة الدوار ، ناجم عن التجاهل الكبير الذي يتعامل به مسؤولو كل من مجلس جماعة وادي الصفاء والمصالح المختصة مع مطالب سكان الدوار التي يصب جلها في توفير حقهم من الضروريات هو اعادة تعبيد الطريق الرابطة بين القليعة ودوار ايت وكمار ، وكذا الربط المباشر والفردي بشبكة الماء الصالح للشرب، والربط بشبكة التطهير السائل التي يؤدون عنها مبالغ مالية باهظة منذ سنوات لفائدة الصهاريج المحملة على الصهاريج والتي تفرغ بضواحي الدوار تاركة وراءها الروائح القاتمة والحشرات الضارة  .

في هذا الدوار، الذي يعيش شبابه بطالة قاتلة لا يخفف وطأها عليهم سوى تعاطيهم للمخدرات أو متابعة مباريات كرة القدم بمقاهي ايت وكمار او مقاهي مدينة القليعة ، في محاولة يائسة للهروب من الواقع المتردي الذي يعيشون في أحضانه، يؤكد سعيد أن السكان تعاني مند مدة مع مياه الصرف الصحي رغم ان الاعمال جارية بالجماعة الحضرية القليعة لانشاء محطة لتجميع ومعالجة المياه الآسنة وربطها بالشبكة المحلية التي لا تبعد سوى بأمتار قليلة عن دوارهم “المنسي”.

معاناة سكان دوار ايت وكمار تمتد إلى إصابة أبنائهم بحساسية التنفس وأمراض العيون والطفوح الجلدية. ويقول محمد، الذي قضى أزيد من 14 سنة في هذا الدوار قادما إليه من منطقة مسيوة ضواحي مراكش، إن انعدام المستوصف في المنطقة يدفع السكان إلى التوجه إلى مستوصف دوار الخربة الطي يبعد ب 14 كلم  او مستوصفات القليعة البعيدة عنهم من أجل متابعة الحالة الصحية لأبنائهم رغم منعهم  لكونهم يتواجدون بتراب ليس بترابهم بعمالة انزكان ايت ملول .

وقال محمد “في واقع الأمر لا شيء تغير منذ أن وطئت قدامي هذه المنطقة، تتكرر معاناتنا سنويا، وجميع المسؤولين مطلعون على الأمر بأدق تفاصيله لكن لا حياة لمن تنادي”، مضيفا: “لقد بلغ السيل الزبى ونحن نطالب المسؤولين بالتدخل فورا لرد الاعتبار لسكان احياء ايت وكمار”.

تعددت محاولات هؤلاء السكان من أجل إيصال صوتهم إلى المسؤولين الترابيين والمنتخبين في الجماعة المحلية للصفاء أو حتى ممثليهم في البرلمان، وحملهم على التعامل مع طلباتهم كما ينص على ذلك القانون، لكن دون جدوى، وفق روايات متطابقة للسكان الذين التقتهنهم بعين المكان، والذين أجمعوا على أن معظم المسؤولين محليا يتعاملون معهم كأناس مجردين من حقوقهم الدستورية في العيش الكريم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: