حسنية أكادير يتألق بثنائية رائعة أمام الجيش الملكي ويشعل المنافسة في كأس التميز
بقلم باسين عبد العزيز
في أمسية رياضية لا تُنسى بتاريخ 9 أكتوبر 2024، خطف فريق حسنية أكادير الأضواء على أرضية ملعب أحمد فانا بالدشيرة، حيث حقق انتصارًا مستحقًا بهدفين دون رد على حساب فريق الجيش الملكي ضمن منافسات دوري التميز المغربي. المباراة كانت بمثابة لوحة كروية مزجت بين الروح القتالية والإبداع الفني، حيث قدم الفريق السوسي عرضًا مثاليًا أمام خصم قوي كفريق الجيش الملكي، ليخطف القلوب والأنظار بأداء متماسك وقوي طوال 90 دقيقة.
منذ انطلاق المباراة، بدا واضحًا أن حسنية أكادير دخل الميدان بعزيمة قوية، متسلحًا بدعم جماهيري ولو قليل من المدرجات التي كانت شبه فارغة بمحبي الفريق السوسي. لكن الهتافات والأهازيج كانت تعبيرًا صادقًا عن الحماس الكبير الذي عاشته الجماهير الحاضرة، والذي انعكس بشكل إيجابي على أداء اللاعبين فوق الميدان. الفريق السوسي بدأ المباراة بنشاط هجومي واضح، حيث كانت التمريرات الدقيقة والتحركات السريعة تربك دفاعات الجيش الملكي منذ الدقائق الأولى.
في الدقيقة 15، أتيحت فرصة ذهبية لأسامة الكراوي، اللاعب الموهوب الذي استطاع التمركز بذكاء داخل منطقة الجزاء، ليستقبل كرة عرضية متقنة، إلا أن الحكم رفع الراية بداعي التسلل، ما أوقف فرحة محتملة في المدرجات. على الرغم من هذا القرار، إلا أن حسنية أكادير لم يتراجع، بل زاد من ضغطه الهجومي، وكأنه يوجه رسالة مفادها أن الهدف الأول مسألة وقت فقط.
في الدقيقة 22، بدأت ملامح رد فعل الجيش الملكي تظهر، حيث قاد سلسلة من الهجمات الخطيرة، معتمدًا على سرعات لاعبيه ومهاراتهم الفردية. لكن دفاع حسنية أكادير كان في قمة تركيزه، بقيادة خط دفاع محكم بقيادة القائد الحكيم الذي أظهر صلابة في التعامل مع كل الكرات الخطرة. الدفاع السوسي كان أشبه بجدار لا يمكن اختراقه، حيث تمكن من إبطال مفعول جميع هجمات الفريق الضيف، محافظًا على شباكه نظيفة.
وفي الدقيقة 29، جاءت اللحظة الحاسمة التي انتظرتها الجماهير السوسية بفارغ الصبر. عبد العزيز قايدي، اللاعب الذي لطالما تميز بتحركاته السريعة وتمركزه المثالي، قاد هجمة مرتدة نموذجية بدأت من منتصف الميدان، واستغل سوء تنظيم دفاع الجيش الملكي، ليضع الكرة في الشباك بكل براعة، مسجلاً هدفًا أول أشعل المدرجات. كان هذا الهدف بمثابة انفجار للفرحة في أرجاء الملعب، حيث علت أصوات الجماهير وهتافاتهم التي لم تتوقف.
انتهى الشوط الأول بتقدم مستحق لحسنية أكادير، إلا أن الجميع كان يعلم أن المهمة لم تنته بعد، وأن الفريق بحاجة لمواصلة الأداء القوي في الشوط الثاني لتأكيد الفوز. وبينما دخل الجيش الملكي الشوط الثاني بنية العودة في النتيجة، إلا أن حسنية أكادير كان له رأي آخر.
مع مرور الدقائق، بدأ الفريق السوسي في فرض سيطرته على مجريات المباراة بشكل أكبر، معتمدًا على الاستحواذ الذكي والتمريرات السريعة. في الدقيقة 65، جاءت اللحظة الحاسمة الثانية في اللقاء، عندما تحصل حسنية أكادير على ركلة جزاء بعد عرقلة واضحة داخل منطقة الجزاء. اللاعب المتألق صلاح الدين الباهي تولى تنفيذ الركلة، وبكل ثقة أودع الكرة في الشباك، معلنًا عن الهدف الثاني الذي أكد تفوق الفريق السوسي في هذه المواجهة.
هذا الهدف أعطى حسنية أكادير دفعة معنوية كبيرة، حيث بدأ الفريق يلعب بثقة أكبر، مستمتعًا بكل لحظة في الملعب. ورغم محاولات الجيش الملكي المستمرة لتقليص الفارق، إلا أن الدفاع السوسي بقي متماسكًا، والتنسيق بين لاعبي الوسط والدفاع كان مثاليًا، مما صعّب على الفريق الخصم اختراق خطوط الفريق السوسي.
ومع اقتراب صافرة النهاية، بدأت الجماهير في الاحتفال بهذا الانتصار الكبير، الذي لم يكن مجرد فوز عادي، بل كان تتويجًا لروح قتالية عالية وأداء جماعي رائع. حسنية أكادير أظهر أنه ليس مجرد فريق ينافس على المراكز، بل هو فريق يمتلك القدرة على تحقيق الإنجازات والتألق في المواعيد الكبرى. ولعل هذا الانتصار المميز كان بمثابة الدعوة التي طال انتظارها لعودة الجمهور العريض لفريق حسنية أكادير إلى المدرجات، ليؤكد مجددًا دعمه القوي والمستمر لفريقه المفضل.
يُعد هذا الانتصار بمثابة رسالة قوية لجميع الفرق المنافسة، أن حسنية أكادير عازم على التميز في هذه البطولة. لقد أثبت الفريق أنه يمتلك الأدوات اللازمة للمضي قدمًا وتحقيق المزيد من الانتصارات، سواء على الصعيد المحلي أو حتى في المنافسات الكبرى. الجماهير السوسية، التي وقفت خلف فريقها في السراء والضراء، تستحق هذا الفرح الذي جاء بعد مجهود كبير من اللاعبين والجهاز الفني.
هذا الفوز ليس مجرد ثلاث نقاط، بل هو عنوان للروح الجماعية، والإصرار على تحقيق الأهداف، والاحتفاظ بدعم الجمهور الوفي الذي سيظل خلف الفريق مهما كانت الظروف