زيارة دار العجزة..ألم…وأمل…

بقلم : رقية احلافي
عادة لا يؤم الدار زوار كثيرون في يوم رمضان ، كان الجو صيفا حارا اقفر، لا يعيش الشارع من خلاله الا من ريح تجوب المدينة محملة باكياس بلاستيكية زاهية الالوان.
لم اكن اتوقع عند زيارتي لدار العجزة باكادير ان اسمع ذلك الكم الهائل من الدعوات وهي تنهال علي ، دعوات بسيطة ولكنها نابعة من قلوب نساء مسنات تظهر علامات الشيخوخة على وجوههن تجاعيد وانكماش يظهر اثر الزمان وقساوته وجفائه على محياهن ، كلما نظرت في احداهن تصورتها في مخيلتي عندما كانت شابة يافعة او اما حاضنة حالمة بغد مشرق لم تكن تتوقع ان يكون مصيرها اخدها لدور المسنين كنت اتمنى لو انهم لم يصلوا الى هذه النتيجة
.لم تكن زيارتي بمعية صديقاتي مبرمجة بل كانت زيارة عادية حملنا فيها بعض الحلويات والملابس والحناء اشياء بسيطة ولكنها دخلت البهجة في نفوسهن خصوصا لما شرعنا في وضع الحناء في ايديهن انداك شعرن بانوتثهن تلك الايادي التي ما لبتت ان ربت وطبخت وغسلت ومسحت وحملت وكنست وكوت ملابس لرجال وصلوا مستويات ومناصب عالية كلها اعمال يمكن لاي امراة ان تقوم بها. انامل مخضبة بالحناء ، تدعو الله ان يرحمها ويحن عليها من مصير تحمد الله على مؤسسة تصون لها كرامتها فيه ، هكذا اخبرتني نازلة بالدارام حسن هنا الوك ايامي الباقية في هدوء بامكاني ان استقبل الموت بابتسامة راضية رغم ان ابنائي حرموني من هذه المتعة الاخيرة متعة ان اموت وانا مطمئنة الى ما انجزته طيلة حياتي راضية عما ساخلفه.
الصورة ارشيف