حتى لاننسى نساء الأمن في الذكرى 58 لتأسيس الأمن الوطن.
هن سواعد و قواعد و طوابع ،طبعن وجودهن داخل أسرة الأمن بإنزكان رغم أنهن لا يحبن الأضواء الكاشفة إنصافا لحضورهن في دواليب الأمن .يجدر أن ننصفهن لما يقمن به من أدوار طلائعية لا تقل أهمية و لا خطورة من إخوانهن الرجال .فقد أثبتت التجربة الحالية بإنزكان ،أن هؤلاء الطاقات النسائية سجلن حضورهن وتواجدهن في صمت رغم حجم المسؤولية المتعددة داخل جهاز الأمن .وحتى لا نكون مجانبين للحقيقة في هذا الباب ،لابد من ذكر أن في “كواليس ” إدارة منطقة أمن إنزكان توجد بنت حواء مفتشة شرطة ممتاز هدى الحمري ،انضمت إلى سلك الشرطة سنة 2000 ،وراكمت تجربة عشرة سنوات بمطار المسيرة بأكادير،لتلتحق إلى منطقة أمن إنزكان مند 2010 إلى الآن بمصلحة الشرطة القضائية ، يذكرها كل زائر للمصلحة التي تشرف عليها بكريزماتها و تواضعها و خلقها و تعظيمها للمهنة التي لا تخرج عن نطاق المسئولية المنوطة بالضوابط القانونية و الأخلاقية، تعمل بإصرار و انضباط و تواضع ونكران الذات .إنه يحق لرجل الأمن أن يفتخر بأخته تشاركه المر و الحلو ،وتقاسمه الصراء و الضراء و تكابد معه معاناة المهنة .استطاعت هدى الحمري أن تؤكد حضورها في سلك الأمن بالقيمة المضافة إلى المهنة النبيلة بشرف واستحقاق لما تمثله المرأة الموظفة من قيم مهنية وأخلاق تترجم الشخصية المغربية ،جعلت من المهنة برجا يعتليه من يحب هذا الوطن ويكن لأهله التقدير و الاحترام .لها إشعاعها المجتمعي كأم و كزوجة وكمربية وكمفتشة أمن ،حملت لرسالة مهنية نبيلة هدفها التضحية في سبيل عزة الوطن وحماية المقدسات و الانصهار في منظومة مجتمعية مطبوعة بالحرية وثقافة حقوق الانسان.
بالأمس القريب ،كانت مهنة الأمن محتكرة على الرجال ،واليوم هاهي المرأة في كل دواليب الحياة في الادارات العمومية ،في القضاء،في التعليم ،في الطب و في الأمن وما أدراك ما الأمن .