ربورطاجات

“مباشرة معكم ” و ” تغليط الراي العام “

 

انتهى الاضراب بعدما دون بخصوصه الكثير وتسارعت بخصوصه الاراء والاحداث وسالت بشانه شتى انواع المقالات ، امتلأت المقاهي صباحا بالاجساد تنتقد مسار الحكومة وبين رافض ومؤيد غابت شمس 29 من الشهر الجاري ليبقى الجميع مشدودا أمام الشاشة ينتظر ما قد يحل جديدا .

وعلى وقع الانتصار تغنت النقابات وقالت انه الفوز الباهر .. طبعا وعلى بعد ساعات قليلة طل علينا برنامج ” مباشرة معكم ” ليتكرر امام المغاربة ذاك القول الذي يعكس نظرة البعض لذكاء المغاربة الذين تابعوا الحوار الذي سيق لنبرة الاتهام على عكس الذي كان منتظرا .

خلال البرنامج تردد اكثر من مرة عبارة ” تغليط الراي العام “و ” تهويل الارقام ” و سيق الحوار للمبهم حيث بدأت الملايير تتقادفها الالسن بالمقابل يحاول الطرف الاخر الصاق ” الخسارة ” بالمقود لينتهي النزال بتغليط فعلي للراي العام .

من خلال المواجهة ادركنا كما الجميع أن مصطلح ” تغليط الراي العام ” أفقد الجلسة مصداقيتها الى درجة أن الادراك الطبيعي ينبه البديهة ان الامر لا يخرج عن اطار مسرحية مفبركة سانحة للقولبة وفق المتعين ان يكون مناسبا للمرحلة .

ولم يكن طبيعيا البثة أن يسمح معد البرنامج بتمرير هذا المصطلح ” تغليط الراي العام ” و ” تهويل الارقام ” دون ان يقف عن الصحيح فيها وكان حريا به ان يوضح اكثر في الامر لان الامر يتعلق بارقام ” غليضة ” تمر مرور البرق أمام اعيننا انتهى بها المطاف في سلة ” التغليط والتهويل “.

الدهشة كانت كبيرة حينما سكت معد ” البرنامج ” عن هذه الهرولة اللغوية اذ بقي الطرفان يبحثان عن ضربة ” الكاو ” لبعضهم البعض وبين الفينة والاخرى تسحب اللباقة ويحل مجسم النرفزة .

الحوار لم يناقش البدائل .. ولم يناقش الحلول .. الحوار تجاوز المرحلة وطل بمشاركة صاحبه ” كلحسن ” على المتداول والمعروف وبالتالي اصبح حجم الحوار عاديا لم ياتي بجديد اللهم بعض القراءات الوزارية التي خدلت الطرف الاخر .

وانتهى الاضراب … فماذا عن الاصلاحات ؟وماذا عن الانتظارات ؟ ماذا عن الخبز والاحلام ؟ عن المستقبل وقادم الايام ؟ ماذا عن المعطل والعاطل ؟ ماذا عنكم وعن مسؤولياتكم ؟

انه يصعب الى حد الان التكهن بما يجري في الكواليس .. والمخيب اكثر أن مصطلح ” تغليط الراي العام ” يعكس حقيقة معينة يعلمها مسبقا هؤلاء .. والا فمامعنى أن يسكت الجميع عن هذا الاخراج اللفضي الذي استثمر في غير محله واقلق المتتبع الذي كان ينتظر الجديد فحصل ان سددت له لكمة من حجم ” كلشي غاقوالب بهذا المعنى “

الوزير يتكلم …وللاجهاز تماما على المعلومة يقابل جوابه ب ” تغليط الراي العام ” الله يرحم الوالدين شكون غادي انتيقو في هذه الحالة … كون غاسكتوا ….

عبد الله عياش هبة بريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: