بعد شعاره في الدورة السادسة “المسرح الحساني وحقوق الإنسان” يختار مهرجان الداخلة للمسرح الحساني في دورته السابعة شعار “المسرح الحساني ودسترة الحسانية” وهو المزمع تنظيمه في مدينة الداخلة في الفترة مابين 13 و17 أبريل 2016. حيث تعتبر دسترة الحسانية والدعوة إلى صيانتها شكلا حضاريا من أشكال الديمقراطية الثقافية بالمغرب، وهي مكسب حقيقي للتنمية الاجتماعية بالأقاليم الصحراوية المغربية، وقد جعل الدستور الجديد للمملكة من الإنسان محوراً لجميع الإصلاحات وفي صُلب كل المبادرات التنموية.
فوعي جمعية أنفا س للمسرح والثقافة بانخراط مغرب العهد الجديد في ورش تنموي مُتعدد الأوجه، يجعلها تؤكد من خلال شعار مهرجانها الفني والثقافي على ضرورة الابقاء على أحد أهم الأركان لحفظ الخصوصيات الثقافية لمختلف جهات المغرب، ومنها الأقاليم الصحراوية التي خصها دستور 2011 بمكاسب متقدمة، خاصة بعدما كرس الحسانية كأحد مقومات الهوية الثقافية المغربية المُوَحدة، وأناط بالدولة مسؤولية صيانتها وتنميتها.
وإذا كان الدستور المغربي الجديد قد دعا لصيانة الحسانية، فذلك تقعيد لتطبيق مقترح الحكم الذاتي الذي يحترم بموجبه هوية وثقافة وتاريخ سكان الصحراء، ولا يمكن لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية إلا أن يكون تَرْجمة مجالية للخيارات السياسية الكبرى لبلادنا في إطار جهوية موسعة تنبني على حكامة إدارية وسياسية يتحقق فيها المستوى المطلوب من اللا مركزية…
وبالنظر الى كون المغاربة قد تعاملوا على الدوام مع بعضهم البعض على أن هويتهم المُتنوعة في مشاربها الثقافية وفي عاداتها وتقاليدها ولهجاتها، فإن مهرجان الداخلة للمسرح الحساني الذي ينظم من الداخلة أحد الأقاليم الجنوبية للمملكة، والذي يتميز بتقديم ودراسة التراث الحساني، وله من الخصوصيات التراثية ما يميزه ويؤهله، يعتز بدسترة الحسانية من خلال تناول المشاركين وسكان الاقاليم الجنوبية للمسرح الحساني كرافد من روافد الثقافة المغربية المتعددة، ودعامة اساسية لتفعيل دسترة الحسانية.
من هنا تأتي مبادرة مهرجان الداخلة للمسرح الحساني الى جعل شعار الدورة السابعة حول تثمين دسترة الحسانية، لتكون نقطة التقاء وحوار الفنانين المسرحيين والصحفيين والأساتذة المتخصصين من داخل وخارج الوطن اللذين يحضرون الدورة السابعة للمهرجان.
