تبعمرانت تغني بموازين وعلى كتفها شجرة الاركان

استطاعت الفنانة الأمازيغية المقتدرة ” فاطمة تبعمرانت ” البارحة وهي على منصة سهرة موازين بسلا ، ان تظهر على المنصة هي ومجموعتها المتناسقة ،البديعة الاوان أن يجسدوا سهرة غنائية رائعة استحضروا فيها كل الدلالات العميقة للتشبت بالهوية والكينونة والأصالة والإنسانية الامازيغية بدون تملق ولا تصنع .
ظهرت تبعمرانت فوق المنصة وهي سيدة زمانها ، بزيها الامازيغي دو الاوان الزاهية بتصميمه الرائع ، والبوف جاتم على ناصيتها كانها الملكة الاسطورة ” تيهيا ” ، وقد تخللته مجموعة من المجوهرات الفضية ومن احجار كريمة كالامجون والكوس والمرجان والاخراب والاصداغ .
ادت الفنانة كوكتيلا من اغانئها الخالدة وخاصة تلك التي تتحدث عن الثقافة والتشبت بالهوية الامازيغية ، والذي شدت اليه الانتباه وتماشت معه الجماهير الغفيرة هي اللحظة التي تسلمت فيها الايقونة شتلة من الشجرة المباركة ” الأركان ” لتضعها على كتفها الأيسر وهي تغني وتحاورها بكونها خص بها خالق الكون بلاد المغرب وخصوصا جهة سوس ، الفنانة جسدت بذلك مسرحية غنائية مع الشجرة كلها أهات وألم وتحسر لما تتعرض له هذه الشجرة المباركة من سلب واهمال ، موجهة في كلامها رسالة مشفرة الى الامازيغ ان يحافضوا على هذه النبتة وعلى الارض التي تنمو فيها لانها جزء لا يتجزأ من تاريخ الامازيغ .
كما استحضرت الفنانة تبعمرانت من خلال اغانيها حانبا مهما من التاريخ الامازيغي الذي قدمته في قالب غنائي مفهوم ، وان أمهات الكتب لخير دليل على التارخ العريق للامازيغ الذين لا زالوا متشبتين بهويتهم وكينونتهم التي لن يتنازلوا عنها في أي وقت وحين .