سيدي إفني حاضرة أيت بآعمران تحتفي بالذكرى 49 لإسترجاعها (صور)
قام المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، السيد مصطفى الكثيري، أمس السبت بسيدي إفني، بدعوة الأجيال الجديدة الى استلهام روح الوطنية والمواطنة الحقة من بطولات قبائل أيت باعمران المجاهدة ضد الاستعمار من أجل استكمال الاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية والدفاع عن مقدسات الوطن وثوابته.
وقال المندوب السامي، في كلمة خلال مهرجان خطابي نظم بمناسبة الذكرى ال 49 لاسترجاع سيدي إفني، إن الأجيال الجديدة والناشئة في أمس الحاجة الى تعريفها بتاريخ المغرب الطافح بالملاحم والبطولات والزاخر بالأمجاد لاستقراء جوانبه وفصوله واستلهام قيمه وعبره وعظاته لتقوية الروح الوطنية وترسيخ قيم المواطنة الإيجابية وحفز الأجيال على استيعاب الأبعاد العميقة والدلالات الرمزية للذاكرة التاريخية الوطنية في مسيرات البناء والتنمية.
وشدد على ضرورة التمسك بالاحتفاء بمثل هذه الملاحم الوطنية والمحطات التي سطر فيها المقاومون وأعضاء جيش التحرير المجد ، والذي نستحضره اليوم ونستظل بظلاله الوارفة وبنعمة الوحدة الوطنية التي ناضلوا من أجلها.
وفي هذا السياق أشار الى أن الموقع الاستراتيجي لمنطقة أيت باعمران جعلها،منذ القدم، محط أطماع الاحتلال الأجنبي، مبرزا أن قبائل آيت باعمران والقبائل المجاورة تصدت لهذه الأطماع الاستعمارية حيث صمم أبناؤها على استرخاص أرواحهم ودمائهم في سبيل عزة الوطن وكرامته.
واستحضر السيد الكثيري المواقف البطولية لمنطقة سيدي إفني المجاهدة من خلال مساهمتها في الملحمة الخالدة لثورة الملك والشعب ودورها الكبير في معركة التحرير، بالإضافة إلى حضورها القوي والوازن وإسهامها الفعال والحاسم في انتفاضة 23 نونبر 1957، وتفاعلها مع كافة المحطات النضالية للشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد لاستكمال مسلسل التحرير الذي أعلن عنه جلالة المغفور له محمد الخامس في خطابه التاريخي بمحاميد الغزلان في فبراير 1958 وهي ذات السنة التي فيها استرجاع مدينة طرفاية.
ولم يكن تحرير مدينة سيدي إفني إلا منطلقا، فبعد قرار محكمة العدل الدولية الذي أكد على مغربية الصحراء ووجود روابط البيعة والولاء بين سكان هذه الأقاليم وملوك الدولة العلوية الشريفة ، نظم المغرب المسيرة الخضراء المظفرة التي أبدعتها العبقرية الفذة لجلالة المغفور له الحسن الثاني سنة 1975، فكان جلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية يوم 28 فبراير 1976 ليتكلل هذا المسار النضالي والوحدوي باسترجاع إقليم وادي الذهب في 14 غشت 1979 .
وركزت التدخلات خلال كل هذا المهرجان الخطابي، الذي حضره على الخصوص عامل إقليم سيدي إفني، السيد صالح داحا، وأسرة المقاومة والمنتخبون وشخصيات عسكرية وأمنية ومدنية على إبراز الأبعاد والدلالات العميقة لتخليد هذا الحدث التاريخي الذي يجسد أروع صور الجهاد ووقوف قبائل المنطقة بالمرصاد في وجه التهديدات الأجنبية صيانة لوحدة الوطن ودفاعا عن حوزته.
وتوج هذا المهرجان بتوشيح مقاومين اثنين بأوسمة ملكية، وبتكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالإقليم تقديرا لما قدموه من التضحيات الجسام في سبيل تحرير البلاد من الاستعمار، وكذا بتقديم إعانات مالية ، بالخصوص، لأرامل المقاومين المتوفين وأبنائهم الحاملين لمشاريع اقتصادية.