المجتمع

الزغاريد والتكبيرات عمت محكمة تارودانت بعد النطق ببراءة معتقلي أراضي جموع أولاد برحيل

1522013-28d2b

عبده السوسي

شهدت المحكمة الابتدائية بتارودانت حدثا استثنائيا يوم الأربعاء المنصرم على خلفية محاكمة خمسة شبان من ساكنة دوار زاوية سيدي عبدالله ذوي حقوق أراضي جموع أولاد علاك بأولاد برحيل.

ذالك أنه ومباشرة بعد نطق رئيس هيئة المحكمة ببراءة المتابعين في الملف التلبسي عدد 66/2013 حتى عمت القاعة هستيريا من الفرح تخللتها زغاريد النساء و تكبير الشيوخ و الدعاء للقاضي مصدر الحكم .

وتعود وقائع القضية إلى أكثر من سبع سنوات من المنازعات القضائية بين ساكنة دوار زاوية سيدي عبدالله بأولاد برحيل وبين أحد الأشخاص (مستثمر من البيضاء) حول أرض مساحتها حوالي 59 هكتار يستغلها سكان الدوار أبا عن جد ، فقام المستثمر بالحصول على عقد ايجار لتلك الأرض وتقدم بشكايات زج من خلالها بالعديد من دووي الحقوق في السجن لأكثر من مرة معتمدا في ذالك على شهود يعملون في الغالب بضيعاته .

فقد بدى جليا منذ البداية بأن الأمر يتعلق بملف غير عادي وذالك بحضور جمع غفير من أهالي المعتقلين و ساكنة دوار زاوية سيدي عبدالله وبعض الحقوقيين المؤازرين لهم و ثلة من الصحفيين الذين ملئوا القاعة رقم 1 من المحكمة الابتدائية بتارودانت .

فبعد الدفوع الشكلية التي قدمها دفاع الأضناء ضد النيابة العامة لاسيما فيما يخص خرقها لمقتضيات المواد 47 و 66 من ق.م.ج ، خصوصا بعد أن وضع وكيل الملك مصطلح “يعتقل” في أعلى ورقة المتابعة مما اعتبره الدفاع اعتقالا مسبقا للمتابعين قبل التأكد من أفعالهم.

انتقل رئيس الجلسة إلى الاستماع إلى أطراف القضية و الشهود وخصص لذالك وقتا كافيا دام لأكثر من ست ساعات من المناقشات استحسنه الجميع.

وقد بدا منذ البداية تناقض صارخ بين أقوال المشتكي (المستثمر) وبين شاهديه سواء في توقيت

الحادثة أو في وسيلة النقل التي أقلتهم أو في عدد الحضور ، فلعل ابرز ما سجلته المحاكمة دقة الأسئلة

الموجهة من طرف قاضي الجلسة التي لم تكن ربما بحسبان الشهود والتي جعلتهم محل سخرية حتى من الجمهور الذي حضر الجلسة إلى درجة أن أحد الشهود اعترف بأن ما قاله – من أن زميله الشاهد كان خارج السيارة في حين أكد الآخر بأنه لم يبرح السيارة أبدا – ليس منطقيا ولا معقولا ، وأكد دفاع الأضناء الأستاذ عزيز الشايب في مرافعته أن زمن الاستيلاء على أراضي الشعب قد ولى وأن الإستعانة بشهود الزور لم يعد له ما يبرره مدليا بما يفيد شهادة أحد شاهدي المشتكي في أكثر من أربع قضايا جمعته مع ساكنة الدوار ووقف في مرافعته عن التناقضات الصارخة التي اعترت شهادة الشهود وتصريحات المشتكي ، وثمن في الأخير التوجه الجديد لرئيس هيئة التلبس في التعامل مع الشهود وطريقته في الإستماع إلى إفادتهم. الشيء الذي سيجعل شهود الزور يحسبون ألف حساب قبل المثول أمام هيئته للشهادة زورا.

يذكر أن الجلسة تخللتها ملاسنات بين دفاع المعتقلين ودفاع المشتكي كانت في الغالب تنتهي بتدخل رئيس الهيئة لتلطيف الأجواء.

ومباشرة بعد النطق ببراءة معتقلي ما أصبح ما يعرف” بضحايا أراضي جموع أولاد علاك” اهتزت القاعة فرحا وبدأت زغاريد النساء وتكبير الشيوخ مرددين شعار يحي العدل يعيش القضاء النزيه…..فانطلق الجميع لإستقبال المعتقلين كأبطال من أمام السجن الفلاحي بتارودانت حيث قضوا أزيد من 15 يوما من الإعتقال الإحتياطي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: